كيف تحمي اللثة قلبك؟ دراسة تكشف
أصدرت لجنة الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية التابعة لجمعية القلب الأمريكية مراجعة علمية شاملة تؤكد أن صحة اللثة تتجاوز كونها مسألة تجميلية، لتصبح خط الدفاع الأول ضد أمراض القلب القاتلة.
العلاقة بين صحة الفم والقلب
واعتمدت المراجعة على عشر سنوات من الدراسات الطبية، شملت فحوصات جينية وتجارب سريرية واختبارات معملية، وأظهرت أن أمراض اللثة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بانسداد الشرايين وأمراض القلب التاجية، بحسب ما نشر في مجلة الدورة الدموية.
وفي هذا الصدد، شرح الدكتور أندرو تران، اختصاصي قلب الأطفال، أن "الفم والقلب مرتبطان بشكل مباشر؛ إذ تسمح اللثة التالفة للبكتيريا بالدخول إلى مجرى الدم، ما يثير التهابات مزمنة تؤدي إلى تلف الأوعية الدموية وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب".
وأوضحت المراجعة عدة نقاط محورية تفسر العلاقة بين الفم والقلب، أبرزها أن اللثة المصابة تصبح بوابة للبكتيريا، مما يسبب التهابات مستمرة في الدورة الدموية، ويساهم في تضيق الشرايين وتصلبها، وهو السبب الرئيسي للوفيات عالميًا.
علاج أمراض اللثة
وأظهرت الدراسات أن علاج أمراض اللثة يحسن المؤشرات الصحية، بما في ذلك خفض ضغط الدم، وتحسين مستويات الكوليسترول النافع، وتقليل علامات الالتهاب في الجسم، مما يعزز من صحة القلب ويقلل المخاطر المستقبلية.
وشملت الدراسة بيانات طويلة المدى لمشاركين تمت متابعتهم منذ الطفولة، وأكدت أن العناية المبكرة بالأسنان تقلل بشكل كبير من احتمالات الإصابة بمشاكل القلب لاحقًا.
ودعت اللجنة العلمية إلى إجراء أبحاث أطول مدة لمعرفة ما إذا كان علاج اللثة يمكن أن يقلل مباشرة من النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
كما أشارت الدراسات السابقة إلى ارتباط صحة الفم بأمراض أخرى، منها السكري، والسرطان، وتلف المادة البيضاء في الدماغ.
وختم الدكتور تران نصيحته قائلاً: "غسل الأسنان، والفحوصات الدورية ليست فقط للحفاظ على ابتسامة جميلة، بل هي جزء أساسي من حماية قلبك من الأمراض المزمنة".
