هل يرى الرجال جمال المرأة وشخصيتها بشكل مختلف؟ دراسة تكشف الأسرار
كشفت دراسة علمية حديثة أن الطريقة التي يُقيَّم الرجال بها مظهر المرأة تختلف تماماً عن الطريقة التي يُحكم بها على شخصيتها وصفاتها الاجتماعية. وأوضحت نتائج الدراسة أن الجاذبية تُبنى أساساً على خصائص ثابتة في المظهر مثل الشكل الخارجي ومؤشر كتلة الجسم، بينما تُستمد الانطباعات المتعلقة باللطف، والتعاطف، والدفء من الحركة وتعابير الجسد.
وقال فريق البحث، الذي ضم علماء من جامعة الدراسات الدولية في شنغهاي وجامعة ماكغيل الكندية، إن النتائج تسلط الضوء على الدور المزدوج للمظهر مقابل الديناميكية في تكوين الانطباعات الاجتماعية.
وأكد الباحثون أن الملامح تشكل الانطباع الأول السريع عن الجمال، في حين أن التصرفات ولغة الجسد تلعب دوراً محورياً في تقييم السمات الشخصية.
شارك في الدراسة 15 امرأة خضعن للتصوير الفوتوغرافي والفيديو من أجل تحليل مكونات الشكل ولغة الجسد. وشملت القياسات تفاصيل دقيقة مثل الطول والوزن ونسبة الخصر إلى الورك ومحيط الأطراف لحساب مؤشر كتلة الجسم بدقة.
تم عرض الصور ومقاطع الفيديو القصيرة على مجموعة من 54 مشاركاً نصفهم من الرجال والنصف الآخر من النساء، ليقيّموا جاذبية النساء وخصائصهن الشخصية باستخدام مقياس من سبع درجات.
في المرحلة الأولى، استخدم الباحثون صوراً ثابتة للمتطوعات تم التقاطها وهنّ يقفن بطريقة طبيعية، وأخرى أظهرن فيها تعبيرات وحركات اختاروها بأنفسهن ليبدين أكثر جاذبية. أما في المرحلة الثانية، فصوِّرت المشاركات في مقاطع فيديو قصيرة وهنّ يتحدثن عن موضوع واحد مرتين، الأولى بطريقة هادئة وعادية، والثانية بطريقة مليئة بالحيوية والتعبير، لتوضيح أثر الحركة والتفاعل على الانطباع العام.
علاقة الملامح بالجاذبية
أظهرت النتائج المنشورة في مجلة في مجلة BMC Psychology، أن الملامح الثابتة كانت العامل الأقوى في تحديد الجاذبية في الصور والفيديوهات على حد سواء.
وأشار التحليل الإحصائي إلى أن مؤشر كتلة الجسم كان أبرز مؤشر على تقييم الجمال، إذ ارتبطت القيم الأقل بارتفاع درجات الجاذبية. أما الحركة أو لغة الجسد فقد كان تأثيرها محدوداً في الانطباعات المرتبطة بالمظهر الخارجي.
في المقابل، تبيّن أن الحكم على السمات الشخصية مثل التعاطف والدفء والعفوية يعتمد بدرجةٍ أكبر على الحركة والإيماءات، مثل استخدام اليدين واتساع نطاق الحركة، وهي عوامل لم تُظهر الصور الثابتة قدرتها على نقلها بوضوح.
كما كشفت الدراسة أن المقاطع التعبيرية الحماسية حصلت على تقييمات أعلى من تلك المحايدة، خصوصاً في ثواني النهاية من الفيديوهات، مما يشير إلى أن الانطباع الإيجابي يتراكم مع استمرار الملاحظة.
يرى الباحثون أن هذه النتائج تقدم فهماً أعمق لكيفية تكوين الانطباعات الاجتماعية، مشيرين إلى أن "الناس يحكمون على الجمال بلمحة بصرية واحدة، لكنهم يحتاجون إلى ملاحظة لغة الجسد لاكتشاف الشخصية."
وأكدوا أن الجاذبية ترتبط بعوامل بيولوجية، بينما السلوكيات تنقل الإشارات الاجتماعية المرتبطة بالعلاقات الإنسانية والتفاعل اليومي.
وتؤكد الدراسة أن إدراك الناس للجمال والشخصية ما هو إلا عملية معقدة متعددة الحواس، تجمع بين الشكل الثابت ولغة الجسد، لتكشف أن ما نراه يحدد الجمال، لكن ما نلاحظه في التصرفات يحدد من نكون حقاً.
