فوائد الغطس البارد تحت المجهر: هل تختلف بين الرجال والنساء؟
أصبح الغطس في الماء البارد ممارسة شائعة ضمن برامج العافية الحديثة، التي تضم مجموعة أنشطة وممارسات تهدف إلى تحسين الصحة العامة، وتُروج هذه الممارسة لفوائد عديدة، مثل تعزيز المناعة وتسريع التعافي بعد التمرين، إلا أن معظم الدراسات التي تدعم هذه الفوائد أُجريت على الرجال، مما يثير تساؤلات حول مدى فعاليتها بالنسبة للنساء.
وفي تحليل جديد، أوضح الدكتور سرمد مزهر، الطبيب المتخصص في طب الأسرة، وهو مُنشئ محتوى صحي من إنجلترا، أن أغلب الأبحاث التي تتناول مزايا التعرض للبرد أُجريت على رجال، ما يجعل تعميم النتائج على النساء أمرًا غير دقيق علميًا.
وأشار الطبيب إلى أن فسيولوجيا النساء مختلفة من حيث توزيع الحرارة ونسبة مساحة السطح إلى الحجم، بالإضافة إلى العوامل الهرمونية، ما قد يعني فقدانًا أسرع للحرارة، واستجابة مختلفة للبرد مقارنة بالرجال.
وأكد مزهر أن الغطس البارد ليس بالضرورة ممارسة خطرة على النساء، لكنه قد لا يحقق لهن نفس مستويات التعزيز الأيضي أو التعافي العضلي التي لوحظت في بعض الدراسات الذكورية.
في الوقت نفسه، تلمّح أبحاث أولية إلى أن التعرض المنتظم للبرد قد يساهم في تقوية الاستجابة المناعية، وتقليل أيام المرض وتحسين المزاج والدورة الدموية لدى الجنسين، وإن كانت الآليات الدقيقة ما زالت قيد الدراسة.
ويستشهد الطبيب بدراسات متضاربة النتائج، إحداها لم تجد تأثيرًا واضحًا للغطسات الباردة على استعادة العضلات لدى النساء بعد التمرين، في حين أظهرت دراسة أخرى متوسطة الحجم عام 2016، تجاوزت فيها نسبة المشاركات 50%، أن هناك انخفاضًا ملحوظًا في أيام المرض بنسبة قاربت الثلث لدى من يمارسن التعرض المنتظم للبرد.
لذلك يشدد مزهر في نصائحة التي نقلها موقع hindustantimes، على أن هذه الممارسة قد تكون مفيدة ضمن برنامج صحي متكامل، بشرط عدم المبالغة ومراعاة الفروق الفردية بين النساء.
