تأثير مفاجئ للغمر في الماء البارد.. لماذا نأكل أكثر؟
كشفت دراسة حديثة أن الجلوس في ماء بارد لمدة 30 دقيقة يمكن أن يدفع الناس لتناول كميات أكبر من الطعام، حتى دون الشعور بالجوع.
رصدت الدراسة أن المشاركين تناولوا طعامًا أكثر بكثير بعد الغمر في ماء بدرجة 16 مئوية مقارنة بمن جلسوا في ماء دافئ أو في غرفة بدرجة حرارة معتدلة.
أُجريت الدراسة المنشورة في مجلة Physiology & Behavior، على 15 شخصًا يتمتعون بصحة جيدة ونشاط بدني، تراوحت أعمارهم بين 20 و59 عامًا. لم يكن أي منهم يتبع حمية غذائية، أو يدخن. خضع كل مشارك لثلاث جلسات منفصلة:
الغمر في ماء بارد (16° مئوية)
الغمر في ماء دافئ (35° مئوية)
الجلوس في غرفة بدرجة حرارة معتدلة (26° مئوية)
وبعد كل جلسة، قدّمت لهم وجبة من المعكرونة وتُرك لهم الخيار لتناول ما يكفيهم حتى الشعور بالراحة.
اقرأ أيضًا: مهن تزيد خطر الإصابة بالسكري.. دراسة تكشف
النتائج: تناول طعام أكثر بعد البرودة
أظهرت النتائج أن المشاركين استهلكوا طعامًا أكثر بشكل ملحوظ بعد جلسة الماء البارد، بمعدل يزيد بنسبة 34% مقارنة بالماء الدافئ، و32% مقارنة بغرفة الهواء المعتدل. اللافت أن أحدًا لم يُبلّغ عن شعور أعلى بالجوع، مما يشير إلى أن الزيادة في الأكل ناتجة عن استجابة جسدية وليست شعورًا ذاتيًا بالحاجة إلى الطعام.
لاحظ الباحثون أن الغمر في الماء البارد أدى إلى زيادة في استهلاك الطاقة بنسبة 66% مقارنة بالماء الدافئ، وكذلك إلى ارتجاف بدرجات متفاوتة، وانخفاض في درجة حرارة الجسم بعد انتهاء الجلسة. ويُعتقد أن الجسم يُحاول تعويض فقدان الحرارة عبر عملية الهضم، التي تستهلك طاقة وتولّد حرارة داخلية.
ورغم أن الغمر في الماء البارد يُستخدم عادة لتعزيز الاستشفاء العضلي وتحسين الحالة المزاجية، فإن الباحثين يحذّرون من أن هذه الزيادة في الشهية قد تعرقل جهود التحكم في الوزن، خاصة أن السعرات الحرارية التي تم تناولها بعد الغمر تفوق تلك التي تم حرقها خلاله.
