دراسة: 5دقائق يوميًا من الأنشطة البسيطة تكفي لتعزيز السعادة وتحسين المزاج
في كشف علمي جديد يحمل وعودًا كبيرة بأثر قليل الكلفة والجهد، توصّلت دراسة حديثة إلى أن ممارسة أنشطة يومية بسيطة لا تتجاوز مدتها خمس دقائق قادرة على تعزيز المشاعر الإيجابية، وتحسين الحالة النفسية، وتقليل التوتر، وحتى تحسين جودة النوم بشكل ملحوظ.
وجاءت هذه النتائج ضمن ما يُعرف بـ مشروع السعادة الكبرى Big Joy Project، وهو مبادرة بحثية قادها فريق من علماء النفس في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، ونُشرت نتائجها في دورية Journal of Medical Internet Research في يونيو 2025.
تصرفات صغيرة.. بنتائج كبيرة
ركزت الدراسة على مفهوم جديد أطلق عليه الباحثون اسم تصرفات الفرح المصغّرة، وهي أنشطة بسيطة مثل الاستماع إلى ضحكة عفوية، تأمل زهرة أثناء نزهة، أو تقديم خدمة صغيرة لشخص قريب.
تمارين التنفس تخفف التوتر فورًا.. دراسة تؤكد الفعالية النفسية
وقد أبدت الدكتورة إليسا إيبل، المتخصصة في التوتر وعلوم الشيخوخة، دهشتها من حجم التأثير الذي تركته هذه التصرفات على المشاركين، وعلّقت قائلة:"لقد فاجأتنا حقيقة حجم التحسن الذي لاحظناه في الصحة العاطفية للمشاركين".
وقد شملت الدراسة 18 ألف شخص من مختلف الجنسيات، وامتدت على مدار عامين، ما يمنحها ثقلًا علميًا وواقعيًا في فهم تأثير هذه الممارسات.
وأظهرت البيانات أن مجرد الالتزام بهذه الممارسات لمدة سبعة أيام فقط، كفيل بتحقيق نتائج مماثلة لتلك التي تحققها برامج علاجية طويلة الأمد، ما يؤكد قوة التأثير النفسي العميق لتلك اللحظات الصغيرة.
وتضمنت الأنشطة: مشاركة لحظات فرح، القيام بأعمال لطيفة، كتابة قوائم امتنان، مشاهدة مقاطع تُثير مشاعر الدهشة والإعجاب بالطبيعة.
وقد صُممت هذه المهام لتستغرق أقل من عشر دقائق يوميًا، مع قياس مستوى الحالة النفسية قبل وبعد كل نشاط.
وخضع المشاركون لتقييم شامل قبل وبعد أسبوع التجربة، واشتمل على قياس مؤشرات مثل: الرفاهية العاطفية، القدرة على صنع السعادة، مستويات التوتر، وجودة النوم.
تصفية الذهن وتخفيف التوتر.. فوائد ركوب الأمواج للصحة النفسية
وتبيّن أن الالتزام الكامل بالأنشطة على مدار الأسبوع ارتبط بتحسن ملحوظ في جميع المؤشرات.
ومن الملاحظات اللافتة أن الأقليات العرقية سجلت نتائج أفضل من البيض، في حين أظهرت الفئة الأصغر سنًا استجابة أكبر مقارنة بكبار السن.
فرضية علمية واعدة
ورغم وضوح النتائج، تبقى الآلية النفسية التي تجعل هذه الأنشطة الصغيرة فعالة بهذا الشكل محل دراسة. وتطرح البروفيسورة إيبل فرضية مفادها أن هذه التصرفات قد تعمل على كسر حلقات التفكير السلبي، مثل القلق أو جلد الذات، وتعيد توجيه العقل نحو أنماط تفكير إيجابية ومبهجة.
