هل يقيك الغطس البارد من أمراض الشتاء؟ طبيبة تشرح الحقائق المفاجئة
أوضحت الطبيبة أليسون مونيت، الحاصلة على شهادة أمريكية معتمدة في الطب الطبيعي (ND) وأخصائية التغذية المسجلة، أن الابتعاد المفرط عن البرودة خلال فصل الشتاء قد يضعف جهاز المناعة ويزيد احتمالات الإصابة بالأمراض.
وبحسب ما أورده موقع The Manual، أشارت مونيت إلى أن الخطر الحقيقي لا يكمن في انخفاض درجات الحرارة، بل في نمط الحياة الحديث الذي يحدّ من التعرض للعوامل الطبيعية نتيجة البقاء الطويل داخل المنازل والمكاتب المغلقة بعيدًا عن الهواء النقي وضوء الشمس.
وشدّدت على أن تجربة الغطس البارد تمثل وسيلة فعالة لإعادة تنشيط الجهاز المناعي وتعزيز قدرة الجسم على التكيّف مع التحولات الموسمية.
فوائد التعرض للبرد المعتدل
وأشارت مونيت إلى أن جسم الإنسان مبرمج فطريًا للاستجابة للتغيرات الحرارية في البيئة المحيطة، وأن التعرض المنتظم والمعتدل للبرودة، فيما يُعرف علميًا بـ"تحلل الحرارة الباردة" Cold Thermogenesis، يُحفّز آليات البقاء الطبيعية في الدماغ والجهاز العصبي.
كما تؤكد أن الربط الشائع بين انخفاض درجات الحرارة وارتفاع معدلات الإصابة بالزكام أو الإنفلونزا غير دقيق، إذ يرجع السبب الحقيقي إلى ضعف الجهاز المناعي الناتج عن قلة التعرض للضوء الطبيعي وتقليص الاحتكاك بالعوامل المناخية الخارجية.
اقرأ أيضًا: استمع لما تحب.. دراسة تؤكد أن الموسيقى لا تؤثر على رفاهيتك
وأضافت أن الابتعاد الكامل عن البرد من خلال التدفئة الزائدة والإضاءة الاصطناعية المستمرة يخلق خللاً في آلية تنظيم المناعة والإصلاح الداخلي للخلايا، مما يؤدي إلى تدهور تدريجي في الكفاءة الحيوية.
ولفتت إلى أن الجسم في الصيف يحتاج آلية مناعية مختلفة عن تلك التي تلزمه في الشتاء، ما يعني أن الانسجام مع تغير الفصول ضروري للحفاظ على صحة متوازنة.
كيف تبدأ ممارسة الغطس البارد بأمان؟
وأوصت بالانخراط التدريجي في ممارسة الغطس البارد وعدم الانتقال المفاجئ من الدفء إلى الماء المثلج. وتشجع على الاستفادة من أجواء الشتاء كبداية مثالية لأن الجسم يكون مهيأً بالفعل لتقبّل البرودة.
ونصحت بالبدء بخطوات بسيطة مثل غمس الوجه في ماء بارد لمدة تتراوح بين 20 و30 ثانية عدة مرات، أو استخدام كمادات باردة على العنق لمدة 15 إلى 20 دقيقة لتحفيز مستقبلات البرودة المسؤولة عن التكيف.
كما أشارت إلى أن التعود على البرودة يعزز إنتاج الدوبامين، الناقل العصبي المرتبط بالمزاج والطاقة الذهنية، مما يقلل من الاكتئاب الشتوي الشائع، ويزيد بدوره الرغبة في قضاء وقت أطول في الهواء الطلق، ما يسمح بالحصول على مزيد من الضوء الطبيعي الذي يدعم التوازن الهرموني ووظائف المناعة.
وفي ختام تصريحاتها، تؤكد د. مونيت أن الغطس البارد ليس مجرد اتجاه عصري في عالم العافية، بل ممارسة مدعومة بآليات فسيولوجية طبيعية تجعلها أحد أكثر طرق تنشيط المناعة والمزاج فاعلية خلال الشتاء، متى ما تم اعتمادها تدريجياً وبطريقة آمنة.
