استمع لما تحب.. دراسة تؤكد أن الموسيقى لا تؤثر على رفاهيتك
كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة Personality and Individual Differences أن نوع الموسيقى الذي يستمع إليه الأفراد لا يحدد مدى سعادتهم أو رفاهيتهم النفسية، في واحدة من أوسع الدراسات التي تناولت العلاقة بين التفضيلات الموسيقية والصحة النفسية.
وأجرى الدراسة باحثون من معهد ماكس بلانك بالتعاون مع جامعة أمستردام الطبية، وشملت بيانات 8,879 شخصًا من سجل التوائم السويدي، بهدف فصل تأثير العوامل الجينية والبيئية عن العوامل الشخصية في العلاقة بين الموسيقى والرفاهية.
تأثير العوامل الوراثية على الذوق الموسيقي
أظهرت النتائج الأولية أن محبي موسيقى البوب والغوسبل يميلون إلى تسجيل مستويات أعلى من الرفاهية النفسية، في حين حقق محبو موسيقى الإندي نتائج أدنى قليلًا. إلا أن هذه الفروق اختفت تمامًا عند إجراء تحليل التوأم المتطابق، ما يشير إلى أن العوامل المشتركة داخل العائلة سواء الوراثية أو البيئية هي السبب الحقيقي وراء هذه الاختلافات، وليس نوع الموسيقى بحد ذاته.
وقالت المشرفة على الدراسة، الباحثة لورا ويسيلديك (Laura Wesseldijk): “وجدنا أن العلاقة بين نوع الموسيقى والرفاهية ليست سببية. ببساطة، تغيير ما تستمع إليه لن يجعلك أكثر سعادة أو أكثر حزنًا".
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف سر تغيّر أذواقنا الموسيقية مع التقدّم في العمر
وأوضحت الباحثة لورا ويسيلديك أن النتائج “مطمئنة”، لأنها تُظهر أن الناس يستطيعون الاستماع إلى الموسيقى التي يحبونها دون خوف من تأثيرها على صحتهم النفسية، لافتةً إلى أن الفروق بين الأنواع الموسيقية “طفيفة جدًا ولا تحمل أي أثر”.
اعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات جينية لـ3,764 مشاركًا لوضع مقياس وراثي للسعادة يهدف إلى تحديد الميل الطبيعي للشعور بالرفاهية.
وبعد مقارنة هذا المقياس مع تفضيلات المشاركين الموسيقية، لم تظهر أي علاقة مباشرة بينهما، ما يشير إلى أن العوامل الوراثية قد تؤثر في كلٍّ من المزاج وميول الموسيقى، لكنها ليست سببًا مباشرًا في تحسين الحالة النفسية.
كما استخدم الفريق استبيان منظمة الصحة العالمية للرفاهية (WHO) لقياس مشاعر الراحة والهدوء إلى جانب تقييم مدى تفضيل المشاركين لـ 19 نوعًا موسيقيًا مختلفًا مثل البوب، الكلاسيكي، الجاز، والإندي.
واختتمت الدراسة بالتأكيد على أن الموسيقى لا تصنع السعادة بل تعكسها، فالأشخاص الأكثر وعيًا عاطفيًا يميلون لاختيار ما يتماشى مع حالتهم النفسية، إذ إن الرفاهية النفسية نتاج تفاعل معقد بين الجينات وأسلوب الحياة.
