دراسة تكشف عن قرار بسيط بعد الولادة يغيّر توازن الأسرة بالكامل
أظهرت دراسة حديثة أجراها علماء من جامعة أوهايو أن الآباء الذين يقضون فترات أطول في إجازة الأبوة بعد ولادة أطفالهم يسهمون في تقليل سلوكيات الأمهات التي تحد من مشاركة الآباء في رعاية الأطفال.
أهمية إجازة الأبوة
أوضح الباحثون بقيادة ريد دونيثن باحث في علم النفس العائلي والتنمية البشرية في جامعة أوهايو، أن طول فترات إجازة الآباء بعد الولادة يسهم في بناء علاقات أسرية أكثر توازنًا، ويشجع الأمهات على إتاحة مساحة أكبر لمشاركة الشريك في رعاية الطفل.
وعلى العكس، فإن قصر مدة الإجازة أو غيابها يعزز التصورات التقليدية التي تجعل الأم تتحمل العبء الأكبر من مسؤوليات الرعاية اليومية.
وتتناول الدراسة، ظاهرة "تقييد دور الأب في الرعاية"، وهي سلوكيات أو مواقف تقوم فيها الأمهات بتحديد أو التقليل من مشاركة الآباء في تربية الطفل، مثل إعادة تنفيذ مهام الأب أو توجيه انتقادات لتدخله في العناية.
وخلص الباحثون إلى أن إطالة مدة إجازة الأب تقلل هذه التصرفات وتعزز التعاون بين الوالدين في تربية الطفل.
واستندت الدراسة إلى بيانات 130 زوجًا وزوجة من الأسر العاملة بدوام كامل في ولايات الغرب الأوسط الأمريكية، وتمت متابعتهم منذ فترة الحمل حتى مرور تسعة أشهر على الولادة.
وبلغ متوسط إجازة الأمهات نحو 67 يومًا، في حين حصل الآباء على 14 يومًا فقط.
وبعد تحليل النتائج، تبيّن أن الآباء الذين استفادوا من إجازة أبوة أطول ساعدوا على نشوء مواقف أكثر مرونة لدى الأمهات، إذ انخفضت لديهم المعايير الصارمة المرتبطة بتقسيم المسؤوليات داخل المنزل، وتراجعت الفكرة التقليدية التي تحصر الرعاية في الأم بوصفها المسؤول الأول عن الطفل.
وركّزت الدراسة على أن إجازة الأبوة الطويلة تمنح الأمهات شعورًا أكبر بالثقة والشراكة، وتساهم في ترسيخ علاقة أكثر توازنًا وتعاونًا بين الوالدين.
كما أشارت النتائج إلى أن مدة إجازة الأم لم تُؤثر بدرجة كبيرة في هذا الجانب، بينما ساهمت مدة إجازة الأب بصورة مباشرة في تقليل التوتر وتحسين جودة العلاقة الوالدية.
ويرى الباحثون أن تمكين الآباء من الحصول على إجازة كافية بعد الولادة يُعد خطوة مهمة نحو تحقيق مشاركة متساوية في تربية الأطفال.
كما تساعد هذه الإجازة على تطوير مهارات الآباء العاطفية والعملية في التعامل مع أطفالهم، ما يؤدي إلى علاقة أوثق وأكثر دعمًا بين أفراد الأسرة.
ورغم أن الدراسة شملت عينة محدودة من الأسر الأمريكية المتعلمة، إلا أن نتائجها تسلط الضوء على أهمية السياسات الأسرية الداعمة لمشاركة الآباء في الأشهر الأولى من حياة الأطفال.
كما تشير النتائج إلى أن التوازن في الأدوار الوالدية لا يتحقق فقط بالنيات، بل من خلال توفير الوقت الكافي للتعاون والمشاركة الفعلية في الرعاية.
