دراسة تكشف تأثير الوالدين على الجينات عبر أداة إحصائية مبتكرة (تفاصيل)
كشفت دراسة حديثة عن أداة إحصائية جديدة قادرة على تحديد تأثيرات الوالدين على الجينات (POEs) دون الحاجة إلى بيانات جينية من الوالدين. تأثيرات الوالدين على الجينات هي ظاهرة تحدث عندما يكون لتغير جيني نتائج مختلفة اعتمادًا على ما إذا تم وراثته من الأم أو الأب.
ورغم أن العلماء كانوا على دراية بهذه الظاهرة منذ فترة، إلا أن فهمهم لخصائصها الجينية كان محدودًا، خصوصًا في ظل غياب بيانات جينية من الوالدين.
الدراسة، التي نشرت في مجلة "Nature"، استخدمت التقنية الجديدة لاكتشاف 30 تأثيرًا من تأثيرات الوالدين عبر 59 سمة معقدة، وقاموا بتأكيد أكثر من نصف الروابط التي تم الإبلاغ عنها سابقًا.
شملت الدراسة 109,385 فردًا من "مكتبة البيانات البيولوجية البريطانية" (UK Biobank). وأظهرت النتائج أن أكثر من ثلث هذه التأثيرات أظهرت ما يسمى "التأثيرات الثنائية"، حيث كانت النسخ الأبوية لنفس الجين تؤدي إلى نتائج معاكسة. بمعنى آخر، إذا ورث الطفل الجين من أحد الوالدين، زادت احتمالية ظهور السمة، بينما إذا ورثه من الوالد الآخر، قد تنخفض الاحتمالية.
معجون أسنان مبتكر من الشعر البشري يعالج التسوس
تم ملاحظة هذه التأثيرات بشكل خاص في السمات المرتبطة بالنمو والمشاكل الأيضية، مثل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 ومستويات الدهون الثلاثية. يعمل هذا النوع من التأثير على مبدأ "الطبع الجيني"، حيث يتم تفعيل أو تعطيل الجين الموروث من أحد الوالدين دون الآخر.
ما هي آلية "الطبع الجيني"
آلية "الطبع الجيني" تعتبر محركًا رئيسيًا لتأثيرات الوالدين على الجينات، وهي ناشئة عن التنافس الجيني بين الوالدين حول تخصيص الموارد للطفل.
رغم قبول فرضية هذا التنافس الأبوي على نطاق واسع، إلا أنها لم تخضع لاختبار منهجي عبر العديد من السمات.
تستخدم الأساليب التقليدية لدراسة تأثيرات الوالدين على الجينات معلومات جينية من الوالدين لتحديد الجين الموروث من كل والد. لكن التقنية الجديدة التي تم تقديمها في هذه الدراسة تعتمد على بيانات جينية من الأقارب المتاحين، باستخدام أسلوب "التحليل الجيني بين الكروموسومات" الذي يربط المتغيرات الجينية الموروثة معًا عبر الكروموسومات المختلفة.
حيلة غريبة قد تساعد في القضاء على تشنجات الساق
وقد تم استخدام هذا النظام لاكتشاف أكثر من 30 تأثيرًا من تأثيرات الوالدين على الجينات، بما في ذلك العديد من التأثيرات غير المبلغ عنها سابقًا. وللتأكد من صحة النتائج، قام الباحثون بإعادة تجاربهم في مجموعات أخرى تضم 85,050 مشاركًا و42,346 طفلًا من "دراسة الأم والأب.
بلغ العدد الإجمالي للمشاركين 236,781 شخصًا، مما يجعل هذه الدراسة من أكبر الدراسات التي تجمع بيانات عن تأثيرات الوالدين على الجينات.
تشير النتائج إلى أن تأثيرات الوالدين تلعب دورًا مهمًا في تحديد السمات المعقدة، وتدعم فرضية التنافس الأبوي، مما يفتح آفاقًا جديدة في البحث الجيني لفهم الآليات الجزيئية وراء هذه التأثيرات وتأثيراتها المحتملة على الصحة.
