هل تؤذيك متابعة الشريك السابق على وسائل التواصل الاجتماعي؟
كشفت دراسة نفسية حديثة نُشرت في مجلة "الحاسوب في السلوك البشري" Computers in Human Behavior عن ارتباط واضح بين متابعة الشركاء السابقين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتراجع وتيرة التعافي العاطفي بعد الانفصال.
كيف تضر متابعة الشركاء السابقين بصحتك النفسية؟
وأظهرت النتائج أن المراقبة، سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة، تزيد من مشاعر الضيق والغيرة والمزاج السلبي، وتُطيل أمد الألم النفسي الناتج عن انتهاء العلاقة.
الدراسة قادتها الباحثة تارا سي. مارشال، الأستاذة المشاركة في جامعة ماكماستر، بهدف فهم الآثار النفسية للتواصل الرقمي المستمر مع الشركاء السابقين.
وأشارت إلى أن منصات التواصل لا تحفظ فقط الذكريات، بل تُبقي العلاقة السابقة “حية رقميًا”، ما قد يعرقل تجاوزها نفسيًا. واعتمدت مارشال على أربع دراسات منفصلة شملت عينات متنوعة من بالغين وطلاب جامعات في الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة.
وفي الدراسة الأولى، التي اتخذت طابعًا طوليًا، شارك 194 شخصًا مرّوا بانفصال حديث، وأظهرت النتائج أن من اعتادوا زيارة صفحات شركائهم السابقين على فيسبوك عانوا من مستويات أعلى من الضيق والغيرة حتى بعد مرور ستة أشهر، مقارنة بغيرهم.
أما الدراسة الثانية، فجاءت بتصميم تجريبي، حيث طُلب من المشاركين تخيّل تصفح حساب الشريك السابق على فيسبوك.
وأفاد هؤلاء بمستويات غيرة أعلى بكثير من أولئك الذين تخيلوا مواقف واقعية بعيدة عن وسائل التواصل، ما يشير إلى أن السياق الرقمي نفسه يُضخم المشاعر السلبية، وفي الدراستين الثالثة والرابعة، استخدمت الباحثة أسلوب "اليوميات" لرصد التأثير الفوري للمراقبة الرقمية.
ما دور قلق التعلق؟
وكشفت النتائج أن التعرض حتى غير المقصود لمنشورات الشريك السابق يؤدي إلى تراجع المزاج في اليوم نفسه، بينما ترتبط المراقبة المتعمدة بزيادة الألم النفسي في اليوم التالي أيضًا.
ولفتت الدراسة إلى دور "قلق التعلّق" كعامل مضاعِف للأثر السلبي، إذ كان الأشخاص الذين يعانون من خوف أكبر من الهجر أكثر تأثرًا نفسيًا برؤية محتوى الشريك السابق، وخلصت النتائج إلى أن الاستمرار في متابعة الشريك السابق، حتى دون تفاعل مباشر، قد يؤخر التعافي العاطفي.
واقترحت الدراسة أن تقليل أو قطع هذا التواصل الرقمي، عبر إلغاء المتابعة أو الحظر، قد يكون خطوة داعمة للصحة النفسية بعد الانفصال، مع الدعوة لإجراء أبحاث مستقبلية تشمل فئات عمرية وثقافية أوسع.
