ماذا يحدث عندما يطالب الشريكان دائمًا بالمقابل؟ الإجابة قد تفاجئك
كشفت دراسة طويلة الأمد أن التفكير التبادلي في العلاقات، أي ميل الشركاء لمطالبة بعضهم بالمقابل على كل فعل أو تضحية، قد يكون مؤشرًا على تراجع الرضا العاطفي بمرور الوقت.
نشرت الدراسة في مجلة Personality and Social Psychology Bulletin وركزت على متابعة 7,293 زوجًا على مدى 13 عامًا.
حددت الدراسة نوعين من العقليات في العلاقة: العقلية التشاركية، حيث يهتم كل طرف باحتياجات الآخر دون توقع مقابل مباشر، والعقلية التبادلية، حيث يتم "حساب كل شيء" وتتوقع كل خدمة مكافأة متساوية.
استخدم الباحثون استجابات المشاركين في 7 موجات استبيانية كل عامين، لتقييم مدى اعتمادهم على التفكير التبادلي ورضاهم عن العلاقة. ووجدوا أن معظم الأشخاص أصبحوا أقل اعتمادًا على هذا التفكير مع مرور الوقت، أي أنهم تحولوا تدريجيًا إلى نهج أكثر تشاركية.
كيف يجب أن يتعامل الشريكان؟
الأهم، أن الذين لم يقللوا من التفكير التبادلي بسرعة شهدوا انخفاضًا أكبر في رضاهم عن العلاقة مع مرور السنوات. كذلك، أي زيادة مؤقتة في هذا التفكير ارتبطت بانخفاض رضا العلاقة في نفس الوقت وحتى بعد عامين، ما يدل على أن التركيز على المقابل يمكن أن يضعف العلاقة تدريجيًا.
ومن اللافت أن التشابه بين الشريكين في مستوى التفكير التبادلي لم يوفر أي حماية. بغض النظر عن ما إذا كان كلا الطرفين متشابهين أو مختلفين، فإن رضا العلاقة كان أقل كلما ارتفع مستوى التفكير التبادلي لدى أي من الشريكين.
اقرأ أيضًا: كيف يساهم البوتاسيوم في تحسين صحة القلب؟
يشرح الباحث هايونغ جيديون بارك من جامعة تورونتو: "النتائج تشير إلى أن التركيز على الحسابات الدقيقة في العلاقة ليس مجرد رد فعل لمشاكل العلاقة، بل يمكن أن يكون مؤشرًا على ظهورها. كلما قل التركيز على المقابل، ارتفع الرضا العاطفي واستمر دفء العلاقة".
تشير الدراسة إلى أن الحب لا يزدهر على "دفاتر الحسابات". العدل مهم، لكن توقع المقابل باستمرار يمكن أن يقلل من الثقة والحميمية. تطوير ذهنية أكثر تشاركية، حتى في الأمور الصغيرة، قد يكون مفتاحًا لعلاقات أكثر استقرارًا وسعادة.
