دراسة تكشف العلاقة بين حب الشباب والخصوبة
في تطور طبي غير مسبوق، أظهرت دراسة حديثة أن دواء "إيزوتريتينوين"، المعروف بعلاج حب الشباب، قد يساعد الرجال المصابين بالعقم الشديد على إنتاج الحيوانات المنوية.
الدراسة شملت 30 رجلًا يعانون من حالات "الأزوسبيرميا" (انعدام الحيوانات المنوية) و"كريبتوزوسبيرميا" (قلة شديدة في عددها)، 90% منهم خضعوا سابقًا لمحاولات جراحية فاشلة لاستخراج الحيوانات المنوية من الخصيتين.
تم إعطاء المشاركين جرعة يومية من 20 ملغ من الدواء مرتين يوميًا لمدة ستة أشهر. بنهاية الفترة، بدأ 11 رجلًا بإنتاج حيوانات منوية نشطة، منهم جميع المصابين بكريبتوزوسبيرميا وسبعة من الأزوسبيرميا.
المفاجأة أن 82% منهم أظهروا نتائج إيجابية خلال أول ثلاثة أشهر فقط، ما يشير إلى فعالية الدواء في تحفيز إنتاج الحيوانات المنوية بشكل سريع نسبيًا.
اقرأ أيضًا: السعودية تحقق أول نجاح طبي في علاج السرطان باستخدام الخلايا التائية
عقار جديد لعلاج العقم الذكوري
الأهم من ذلك أن الحيوانات المنوية الناتجة كانت فعالة، حيث نجح بعض المشاركين في تحقيق حملات ناجحة عبر التلقيح الصناعي، وسُجلت ولادة واحدة على الأقل.
حتى من احتاجوا إلى الجراحة لاحقًا، استفادوا من العلاج، إذ انخفض متوسط مدة العملية من 105 إلى 63 دقيقة، ما يعكس تحسنًا في جودة الحيوانات المنوية داخل الخصيتين.
الدواء يعمل كمشتق لفيتامين A، ويُعتقد أنه يعوض نقص حمض الريتينويك الضروري لتكوين الحيوانات المنوية، وهو ما يفتقر إليه العديد من الرجال المصابين بالعقم.
وصف الدكتور بول تورك، اختصاصي العقم عند الذكور الذي شارك في تأليف الدراسة، الدواء بأنه "صانع أطفال" لبعض الأزواج، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز لم يتحقق من قبل في مجال علاج العقم الذكوري.
ورغم فعالية الدواء، ظهرت بعض الآثار الجانبية مثل جفاف الجلد، تشقق الشفاه، الطفح الجلدي، التهيج، وتغيرات في مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية، إلا أن أحدًا من المشاركين لم يتوقف عن العلاج.
وأكد الدكتور جاستن هوومان، طبيب المسالك البولية، أن الدواء لا يؤثر سلبًا على الحمض النووي للحيوانات المنوية أو صحة الشريك أو الجنين، لكنه شدد على ضرورة إجراء تجارب أوسع لتأكيد النتائج.
ومن جانبها، وصفت الدكتورة ستيفاني بيج، أستاذة الطب في جامعة واشنطن، نتائج الدراسة بأنها "قد تغيّر قواعد اللعبة" بالنسبة للرجال الذين لا يملكون خيارات علاجية أخرى، مشيرة إلى أن تجنب العمليات الجراحية للحصول على الحيوانات المنوية يفتح مسارات جديدة لبناء الأسرة.
