كشف علمي جديد يسلّط الضوء على الجذور الخفية للخرف
أظهرت أبحاث حديثة أن الخرف لا يرتبط فقط بكبار السن، بل قد تبدأ عوامل الخطر منذ الولادة أو الطفولة، مع ظهور أخرى في مرحلة الشباب المبكر، ما يجعل هذه الفترة حاسمة للتدخل والوقاية.
الخرف يبدأ منذ الولادة والطفولة المبكرة
في دراسة أجراها باحثون في السويد وجمهورية التشيك عام 2023 ربطت بين بعض عوامل الولادة وزيادة طفيفة في خطر الإصابة بالخرف لاحقًا، بما في ذلك فترات الولادة المتقاربة والحمل بعد سن 35. بينما تبقى بعض العوامل غير قابلة للتغيير، مثل مشاركة الرحم مع توأم، إلا أن الأخرى قد تؤثر على قرارات الوالدين.
أما في الدراسة الجديدة ركز فريق من المعهد العالمي لصحة الدماغ (GBHI) على الشباب بين 18 و39 عامًا، وطور خطة وقائية لتعزيز صحة الدماغ مدى الحياة.

وقالت عالمة الأعصاب في جمعة شيكاغو فرانسيسكا فارينا: "الشباب المبكر يمثل نافذة حاسمة للتدخل يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف لاحقًا."
وشملت عوامل الخطر التي حددها الباحثون: الإفراط في الشرب، التدخين، قلة النشاط البدني، العزلة الاجتماعية، التعرض للتلوث، الإصابات الدماغية، ضعف السمع أو البصر، قلة التعليم، السمنة، السكري، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول الضار، والاكتئاب.
الشباب المبكر فرصة حاسمة للوقاية من الخرف
وأشار الباحثون إلى أن بعض التغيرات الدماغية قد تبدأ منذ الطفولة، حيث أثبتت الدراسات طويلة الأمد أن القدرة الإدراكية عند سن 70 تتأثر بمهارات الطفل عند سن 11. كما لاحظوا أن إصابات الدماغ أو مشاكل السمع والبصر في وقت مبكر قد ترتبط لاحقًا بالخرف.
لذلك، يقترح الباحثون استراتيجيات وقائية على المستويات الفردية والمجتمعية والوطنية، تشمل حملات توعية عامة، برامج تعليمية في المدارس، مجالس شبابية للتفاعل مع الحكومات المحلية، وميثاق وطني لصحة الدماغ.
كما أوصوا بدراسة عوامل جديدة مثل الأطعمة فائقة المعالجة، تعاطي المخدرات، استخدام الشاشات، التوتر، والتعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة.
الخبراء يؤكدون أن الوقاية من الخرف يجب أن تُنظر إليها كهدف مدى الحياة، وليس مجرد اهتمام مرتبط بكبار السن، للحد من المخاطر وتعزيز صحة الدماغ على المدى الطويل.
