من فقدان الكلمات إلى النسيان الدائم.. إشارات خفية تكشف الخرف المبكر
يحذر خبراء الصحة من أن الأعراض التي يعتبرها الكثيرون مجرد توتر عادي قد تكون في الواقع علامات مبكرة على الإصابة بالخرف،حيث يسهل الخلط بين الأعراض المشتركة بين الحالتين.
وأكد الخبراء أن الفارق الجوهري يكمن في استمرار الأعراض وتفاقمها لمدة أشهر وسنوات، وليس مجرد ظهورها المؤقت خلال فترات الضغط النفسي.
أسباب النسيان المتكرر
يُعد النسيان أحد أكثر أعراض الخرف المبكر شيوعاً، لكن المرضى غالباً ما يخطئون في تفسيره على أنه مجرد نتيجة للتوتر، حيث أوضح البروفيسور باريش مالهوترا، خبير الخرف في إمبريال كوليدج لندن: "الأمر المهم هو ما إذا كانت نوبات فقدان الذاكرة تزداد، وما إذا كانت النوبات الطفيفة تُصبح أكثر خطورة". ففي حالة النسيان المرتبط بالتوتر، غالباً ما يتذكر الناس فجأة ما نسوه، بينما في حالة الخرف المبكر، فمن المرجح ألا يتذكر الشخص ما فاته إطلاقاً.
ويحذر الخبراء من أن صعوبة حل المشكلات والاستياء الشديد من التغيير، الذي غالباً ما يُعزى إلى التوتر، قد يكون أيضاً علامة على الخرف المبكر حيث يشير البروفيسور مالهوترا، إلى أن "ما لا يدركه الناس هو أننا نحتاج إلى الذاكرة لتعلم مهارات جديدة، لذا فإن ما يُبلغ عنه المرضى غالباً هو عدم القدرة على استيعاب المعلومات الجديدة، مثل برامج الكمبيوتر".
وتظهر هذه التحديات أيضاً في أعراض أخرى مثل صعوبة التخطيط للوجبات المعقدة أو الارتباك في الأماكن الجديدة.
علامات الخرف المبكر
من العلامات التحذيرية المبكرة للخرف المبكر صعوبة معالجة المعلومات البصرية، كما يوضح الدكتور كالوم هاميلتون من مركز أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة: "قد يعني هذا أن المرضى يرتدون قميصهم بطريقة خاطئة أو يمسكون بالكوب بدلاً من مقبض فنجان قهوة ساخن"، بالإضافة إلى ذلك، يعد عدم القدرة على إيجاد الكلمات المناسبة أثناء المحادثات من الأعراض الشائعة، حيث ينسى المرضى أسماء الأشياء المألوفة أو ما قالوه في منتصف المحادثة.
وتكمن الخطورة الحقيقية في استمرار هذه الأعراض وتفاقمها، حيث أظهرت الدراسات أن القلق يزيد من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 24%
ويؤكد الخبراء أن تغيرات المزاج المرتبطة بالتوتر عادة ما تختفي عند انخفاض الضغوط، بينما تستمر وتتفاقم في حالة الخرف المبكر، مما يستدعي الانتباه والفحص المبكر للحصول على التدخل المناسب في الوقت المناسب.
