القلق والدوخة قد يكشفان عن ورم نادر.. دراسة جديدة تُثير الانتباه
كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "JAMA Otolaryngology—Head & Neck Surgery"، أن القلق المصاحب للدوخة والدوار قد يكون مؤشرًا مبكرًا على وجود ورم حميد في الدماغ يُعرف باسم "الورم الشفاني الدهليزي Vestibular Schwannoma"، أو ما يُطلق عليه الورم العصبي السمعي.
هذا النوع من الأورام ينمو ببطء ويؤثر على العصب المسؤول عن السمع والتوازن، وقد يؤدي إلى فقدان السمع وطنين الأذن واضطرابات التوازن، ورغم أنه غير سرطاني ولا ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، إلا أن نموه داخل أنسجة الدماغ الحساسة قد يُسبب مضاعفات خطيرة.
العلاقة بين القلق والورم العصبي السمعي
أجرى باحثون من جامعة واشنطن تحليلًا لبيانات 109 بالغين، تم تشخيصهم بورم دماغي أحادي الجانب غير معالج بين عامي 2004 و2025، باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي في مستشفى Barnes-Jewish بمدينة سانت لويس.
وخضع المشاركون لتقييم عبر استبيان "مؤشر إعاقة الدوخة (DHI)"، الذي يقيس التأثير الجسدي والوظيفي والعاطفي للدوخة، إلى جانب تقييم مستوى القلق باستخدام مقياس اضطراب القلق العام (GAD-7).
وأظهرت النتائج أن المرضى الذين لديهم تاريخ من القلق سجلوا درجات أعلى في مؤشر الدوخة بمعدل 14 نقطة، مقارنة بمن لا يعانون من القلق، مما يشير إلى أن القلق يُفاقم أعراض الورم الدماغي.
كما تبين أن كل نقطة إضافية في شدة القلق تُقابلها زيادة بمقدار 2.6 نقطة في درجة تأثير الدوخة على الحياة اليومية.
أهمية التشخيص المبكر للأعراض
أوصى الباحثون بضرورة تقييم أعراض الدوخة والقلق عند الاشتباه في وجود ورم شفاني دهليزي، خاصة أن هذه الأعراض غالبًا ما تُهمل من قبل الأطباء، وأشاروا إلى أن حجم الورم لا يرتبط مباشرة بشدة الدوخة، إلا أن هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) تحذر من أن الأورام الكبيرة قد تُسبب تراكمًا خطيرًا للسوائل داخل الدماغ.
اقرأ أيضاً دراسة تكشف علاقة التعلق غير الآمن بالقلق الاجتماعي
ومن المثير للاهتمام أن المرضى الذين يعانون من فقدان السمع أبلغوا عن تأثير أقل للدوخة على حياتهم مقارنة بمن احتفظوا بقدرتهم السمعية.
وتشمل الأعراض الأخرى لهذا النوع من الأورام: صداع مستمر، تشوش أو ازدواجية مؤقتة في الرؤية، خدر أو ضعف في جانب واحد من الوجه، مشاكل في التنسيق، وتغيرات في الصوت أو صعوبة في البلع.
يُذكر أن خيارات العلاج تختلف حسب حجم الورم وموقعه، وتشمل المراقبة الدورية أو التدخل الجراحي، مع احتمال اللجوء إلى الجراحة الإشعاعية في بعض الحالات.
وفي بريطانيا على سبيل المثال، يُصاب أكثر من 12,000 شخص سنويًا بأورام دماغية، نصفها تقريبًا تكون سرطانية، فيما يُعد الورم الشفاني الدهليزي أكثر شيوعًا بين البالغين من عمر 30 إلى 60 عامًا، وغالبًا ما يكون بلا سبب واضح، باستثناء حالات نادرة مرتبطة باضطراب وراثي يُعرف باسم "الورم الليفي العصبي من النوع الثاني (NF2)".
