كيف يؤثر القلق على قرارات المستقبل؟ دراسة تكشف
كشفت دراسة حديثة أن مستوى القلق الذي يعيشه الفرد يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في طريقة اتخاذ القرارات.
فقد تبين أن الأشخاص الذين يعانون قلقًا أقل يكونون أكثر حساسية للعواقب المستقبلية لقراراتهم، أي أنهم يحرصون على التفكير في النتائج طويلة المدى بدلًا من التركيز فقط على المكاسب الآنية.
وعلى العكس، أظهرت النتائج أن القلق المرتفع يجعل القرارات أكثر اندفاعية، حيث يفضل الفرد الراحة الفورية حتى لو كانت على حساب المستقبل.
ما معنى حساسية العواقب المستقبلية؟
يشير هذا المفهوم إلى قدرة الشخص على الموازنة بين المكاسب السريعة والنتائج طويلة الأمد.
على سبيل المثال، شخص يتمتع بحساسية عالية قد يرفض التدخين أو يؤجل متعة فورية مثل الأكل غير الصحي من أجل الحفاظ على صحته مستقبلًا.
أما ضعف هذه الحساسية فيرتبط غالبًا بالاندفاع وعدم التخطيط.
أُجريت الدراسة المنشورة في Personality and Individual Differences، على أكثر من 500 مشارك بالغ عبر الإنترنت، وجرى تقسيمهم إلى مجموعتين.
شاهدت المجموعة الأولى مواقف يومية افتراضية مع إشارة واضحة للعواقب طويلة المدى لكل قرار، بينما لم تتضمن المواقف المعروضة على المجموعة الثانية هذه الإشارات المستقبلية.
بعد ذلك، طُلب من المشاركين تحديد مدى استعدادهم لاختيار السلوك الإيجابي في كل موقف.
اقرأ أيضًا: أفضل وقت لتناول الطعام يوميًا.. دراسة تكشف السر
كما أجاب المشاركون عن استبيانات نفسية لقياس مستويات القلق والاكتئاب والتفاؤل والمثابرة، إضافة إلى سمات أخرى مثل فقدان المتعة أو ضعف التخطيط.
أظهرت النتائج أن من قُدمت لهم المعلومات حول العواقب المستقبلية كانوا أكثر ميلًا لاختيار السلوك الإيجابي.
كما تبين أن الأفراد الذين يتميزون بقلق منخفض ومستويات أعلى من التفاؤل (أي لديهم وعي وتخطيط)أبدوا حساسية أكبر تجاه المستقبل. بالمقابل، لم يظهر أن الاكتئاب أو فقدان المتعة لهما تأثير واضح في هذا الجانب.
توضح الدراسة أن جعل الناس أكثر وعيًا بالعواقب المستقبلية قد يساعدهم على اتخاذ قرارات أفضل، سواء في مجالات الصحة مثل ممارسة الرياضة، أو في القرارات المالية مثل الادخار والاستثمار.
ومع ذلك، يشير الباحثون إلى أن الدراسة اعتمدت على سيناريوهات افتراضية، وقد تختلف النتائج في المواقف الواقعية.
