دراسة: مشكلات الانتباه المبكرة تزيد سلوكيات المراهقين الخطرة
أظهرت دراسة حديثة أن مشكلات الانتباه في مرحلة الطفولة قد تمهّد الطريق لزيادة السلوكيات المنحرفة خلال فترة المراهقة، بما في ذلك التدخين والدخول في مشاجرات أو سلوكيات عدوانية.
ونُشرت الدراسة في مجلة (Journal of Attention Disorders)، حيث حلّل الباحثون بيانات واسعة ، شملت آلاف الأطفال منذ ولادتهم وحتى سن المراهقة، وخلصوا إلى أن الأطفال الذين حصلوا على درجات مرتفعة في مؤشرات اضطرابات الانتباه في عمر التاسعة، كانوا أكثر عرضة للانخراط في التدخين والسلوكيات المخالفة للقوانين بحلول عمر الخامسة عشرة.
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) يُعد من أكثر الاضطرابات العصبية النمائية شيوعًا، ويصيب نحو 8% إلى 10% من الأطفال. ويتميز بصعوبات في التركيز، والتحكم في الاندفاعات، وتنظيم النشاط البدني، ما ينعكس على الأداء الدراسي والعلاقات الاجتماعية.
الباحثون أوضحوا أن الدراسة ركزت على عينة مكونة من 2,716 مراهقًا. وبيّنت النتائج أن نحو 18% من الأطفال ظهرت لديهم درجات مرتفعة من مشكلات الانتباه في سن التاسعة.
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة تكشف خطرًا غير متوقع للشاشات على المراهقين
الانتباه والسلوك العدواني
وبعد ضبط العوامل الديموغرافية مثل النوع والدخل والتعليم، تبيّن أن الأطفال الذين عانوا من مشكلات الانتباه كانوا أكثر عرضة من غيرهم لتجربة التدخين لأول مرة، بمعدل يفوق الضعف، كما سجّلوا معدلات أعلى على مقياس السلوكيات المنحرفة مثل الشجار ، إتلاف الممتلكات، والسرقة ، بزيادة بلغت نحو 30% مقارنة بغيرهم.
الباحثة الرئيسية ميريّام كاسيوس، من معهد صحة الطفل بجامعة روتجرز، أكدت أن النتائج تُبرز الحاجة إلى الكشف المبكر عن مشكلات الانتباه لدى الأطفال وتوفير تدخلات علاجية مثل تدريب الوالدين، والدعم المدرسي، والعلاج السلوكي، بهدف تقليل احتمالات المخاطر في مرحلة المراهقة.
وتشير النتائج أيضًا إلى أن جذور بعض السلوكيات المنحرفة تبدأ في الطفولة المبكرة، ما يستلزم متابعة طويلة الأمد لفهم تأثيرها على المستقبل الدراسي، الاجتماعي، وحتى احتمالات التورط في مشكلات قانونية خلال مرحلة الرشد.
