السمات الشخصية ترتبط برغبة المراهقين في العمل كمؤثرين.. دراسة
كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Telematics and Informatics أن بعض السمات الشخصية وتحديدًا الانبساطية، والنرجسية، والنزعة الهستيرية، ترتبط ارتباطًا وثيقًا برغبة المراهقين في العمل كمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وشملت الدراسة 773 مراهقًا من بولندا والمملكة المتحدة، تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عامًا، بهدف استكشاف العلاقة بين سمات الشخصية والدوافع المهنية لدى الجيل الرقمي.
رغم أن عددًا ضئيلًا فقط من المشاركين ذكر مهنة "المؤثر" بشكل تلقائي عند السؤال المفتوح عن المهنة المستقبلية، إلا أن نسبة كبيرة أبدت اهتمامًا متوسطًا إلى قويًّا عندما طُرحت المهنة ضمن خيارات محددة، متفوقة حتى على مهن تقليدية مثل القانون أو تكنولوجيا المعلومات.
وهذا يشير إلى أن التأثير الرقمي يُنظر إليه من قِبل المراهقين كمجال جذّاب، لكنه لا يزال يُصنّف لديهم كمسار غير تقليدي أو غير آمن اجتماعيًا للإفصاح عنه.
اقرأ أيضاً إنفوجراف| الخطوات الثلاث لدمج التسويق المؤثر في استراتيجية وسائل التواصل الاجتماعية
أظهرت نماذج التحليل الإحصائي أن الانبساطية والنرجسية والميول الهستيرية، ارتبطت جميعها بشكل واضح برغبة أقوى في أن يصبح الشخص مؤثرًا.
أما سمة الضمير الحي (Conscientiousness)، التي ترتبط عادةً بالتنظيم والانضباط، فقد ارتبطت سلبًا بهذا الطموح في بعض الحالات، خصوصًا في العينة البريطانية.
كما كشفت الدراسة عن اختلافات بين الدولتين؛ ففي بولندا كانت النرجسية المؤشر الأقوى، بينما في المملكة المتحدة برزت الانبساطية والنزعة الاستعراضية كعوامل رئيسية.
اقرأ أيضاً سلبًا أم إيجابًا؟ دراسة تكشف الوجه الاجتماعي الخفي لألعاب الفيديو
وأوضح الباحثون أن طبيعة مهنة المؤثر التي تعتمد على الحضور المستمر، والترويج الذاتي، والسعي المستمر للإعجاب تجذب بطبيعتها أصحاب هذه السمات الشخصية.
لكنهم حذروا أيضًا من آثار سلبية محتملة، إذ إن هذه السمات ترتبط أحيانًا بمشكلات مثل تقلب المزاج، الحساسية للنقد، والاعتماد المفرط على التقدير الخارجي، ما قد يجعل حياة المؤثر محفوفة بالتقلبات النفسية.
وخلصت الدراسة إلى ضرورة توجيه المراهقين عبر برامج توعية ومهارات في المرونة النفسية، والثقافة الرقمية، وأخلاقيات العمل الإعلامي، سواء لاختيار هذا المسار أو التعامل الواعي مع تحدياته.
