خدعة المؤثرين الصحيين.. فيلم وثائقي يكشف زيف "ملك الكبد"
سلّط الفيلم الوثائقي الجديد من سلسلة Untold الضوء على شخصية بريان جونسون، المعروف بلقب "ملك الكبد"، الذي صعد بسرعة الصاروخ في عالم المؤثرين عبر الترويج لأسلوب حياة قائم على تناول اللحوم النيئة وأعضاء الحيوانات، مدّعيًا أن جسده العضلي هو ثمرة هذا النمط الفريد من الحمية.
غير أن الوثائقي كشف الحقيقة المُرة: جونسون لم يعتمد على الكبد النيء ولا تمارينه الشاقة فقط، بل كان يتعاطى جرعات ضخمة من هرمونات النمو ، بمبالغ وصلت إلى 11 ألف دولار شهريًا، وهو ما نُشر لاحقًا ضمن سلسلة من الوثائق المسرّبة.
تجارة مبنية على "علم زائف"
أنشأ جونسون شركته الخاصة Ancestral Supplements عام 2016، وسوّق لمجموعة من المكملات الغذائية المصنوعة من أعضاء حيوانية مجففة.
كما روّج لفلسفة سماها "الركائز التسع للأسلاف"، منها النوم، والتعرض للشمس، والتغذية النيئة. ورغم أن بعض هذه المفاهيم تبدو مقبولة ظاهريًا، فإن خبراء الصحة والتغذية صنّفوها ضمن خانة "العلم الزائف" لافتقارها إلى أي أساس علمي موثوق.
وفي حين استغل جونسون برامج البودكاست لبناء قاعدة جماهيرية ضخمة، فإن اعترافه باستخدام المنشطات لاحقًا، وقائمة طويلة من الاتهامات بالاحتيال، سرعان ما هزّت صورته كـ"نموذج صحي"، حتى مع محاولاته الظهور بمظهر الشخص التائب.
تحذيرات من أنظمة الحمية المتطرفة
اختصاصيو التغذية لم يتأخروا في الرد، إذ شددوا على خطورة الاعتماد المفرط على اللحوم النيئة دون توازن غذائي، خصوصًا مع غياب الألياف والمغذيات النباتية. كما حذروا من ارتفاع خطر التسمم الغذائي المرتبط بتناول الأعضاء الحيوانية دون طهي.
وأكد خبراء أن حميات مثل "الكارنيفور" و"نظام الأسلاف" لا تستند إلى حقائق أنثروبولوجية دقيقة، إذ إن الإنسان القديم لم يكن يتغذى على اللحوم فقط، بل اعتمد على تنوع بيئي وغذائي واسع.
اقرأ أيضًا: دراسة علمية تؤكد فوائد حمية البحر المتوسط على بنية الدماغ
مكملات غذائية أم أدوات تجارية؟
في السياق ذاته، انتقد الأطباء والمؤسسات الصحية المكملات التي يروّج لها مؤثرون مثل "ملك الكبد"، مؤكدين أن النظام الغذائي المتنوع والمتوازن يغني عن هذه المنتجات المبالغ في جدواها، والتي غالبًا ما تستهدف المستهلكين الباحثين عن حلول سريعة وسحرية.
