دراسة تكشف علاقة التعلق غير الآمن بالقلق الاجتماعي
كشفت دراسة حديثة أن الأفراد الذين ينشأون بأنماط تعلق غير آمن لديهم احتمالية أكبر للإصابة بالقلق الاجتماعي. هذا النوع من القلق يتميز بخوف مفرط من التقييم السلبي أو الإحراج في المواقف الاجتماعية، وهو اضطراب يؤثر بشكل مباشر على مسارات التعليم والعمل والحياة الشخصية.
أشارت الدراسة المنشورة في مجلة Journal of Social and Personal Relationships إلى أن القلق الاجتماعي غالبًا ما يبدأ خلال فترة المراهقة، حيث يصبح الأفراد أكثر حساسية لتقييمات المحيطين بهم.
وتلعب عدة عوامل دورًا في نشوء هذا الاضطراب، من بينها الاستعداد الوراثي، وسمات الشخصية مثل الخجل، بالإضافة إلى خبرات الطفولة كالتعرض للتنمر أو أساليب التربية المفرطة في الحماية.
كما أن المرور بتجارب مبكرة تتسم بالإذلال أو الرفض قد يرسخ أنماطًا من الخوف من التفاعل الاجتماعي، وهو ما قد يؤدي لاحقًا إلى العزلة وتراجع الثقة بالنفس، بل وقد يتطور الأمر في بعض الحالات إلى الاكتئاب أو اللجوء إلى سلوكيات تعويضية ضارة.
اقرأ أيضًا: الحب وحده لا يصنع زواجًا ناجحًا.. إليك أهم أسباب نجاح وانهيار العلاقات
علاقة التعلق بالخوف الاجتماعي
أجرى الباحث ييهان تشانغ وفريقه مراجعة منهجية شملت 42 دراسة مختارة من بين أكثر من 2200 سجل في ست قواعد بيانات علمية دولية، من بينها PubMed وScopus.
وقد ضمّت هذه الدراسات ما يزيد على 21 ألف مشارك، تراوحت أعمارهم بين 19 و44 عامًا، مع تباين ملحوظ في التوزيع بين الجنسين.
وأظهرت النتائج أن نحو 80% من الدراسات أكدت وجود ارتباط ملموس بين التعلق غير الآمن والقلق الاجتماعي، وإن اختلفت قوة هذا الارتباط من دراسة إلى أخرى.
ويُعرّف التعلق العاطفي من خلال بعدين أساسيين: القلق المرتبط بالخوف من الرفض أو الهجر، والتجنب الذي يعكس صعوبة تقبّل القرب والاعتماد المتبادل. أما الأفراد الذين يسجلون مستويات مرتفعة في كلا البعدين، فيُصنفون على أنهم أصحاب تعلق غير آمن، وهو ما يزيد من احتمال إصابتهم بالقلق الاجتماعي.
كما بين التحليل أن شدة العلاقة تتأثر بنمط التعلق غير الآمن السائد، وكذلك بنوعية الأدوات المستخدمة لقياس هذه الأنماط في الدراسات المختلفة.
وأكد الباحثون أن هذه النتائج تبرز دور أنماط التعلق المبكر كعامل رئيسي يؤثر في الصحة النفسية على المدى الطويل، مشيرين إلى أن إدراك هذه الجذور يمكن أن يساعد الأطباء والمعالجين في تصميم خطط علاجية أكثر فاعلية تستهدف أسباب الاضطراب لا أعراضه فقط.
ومع ذلك، أوضح الفريق أن التحليل اعتمد على الأبحاث المنشورة باللغة الإنجليزية فقط، وهو ما قد يحد من شمولية النتائج، إذ من المحتمل أن تتضمن الدراسات الصادرة بلغات أخرى معطيات إضافية قد تثري التفسير النهائي.
