هل تحرمك مكملات ما قبل التمرين من النوم العميق؟ دراسة تجيب
أظهرت دراسة علمية جديدة أن مكملات ما قبل التمرين التي يستهلكها المراهقون والشباب لتحسين الأداء الرياضي قد تؤدي إلى الحرمان من النوم، إذ تبين أن مستخدميها أكثر عرضة للنوم أقل من خمس ساعات يوميًا مقارنة بغيرهم. ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة Sleep Epidemiology.
وقاد البحث الدكتور كايل تي. غانسون، الأستاذ المساعد في كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة تورونتو، والذي أشار إلى أن الارتباط بين هذه المكملات وقلة النوم مثير للقلق، خاصة أن معظمها يحتوي على جرعات مرتفعة من الكافيين قد تتجاوز 350 ملليغرامًا، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف فنجان القهوة العادي.
واعتمد الباحثون على بيانات «الدراسة الكندية لسلوكيات صحة المراهقين»، التي ضمّت 912 شابًا تتراوح أعمارهم بين 16 و30 عامًا، جرى استقطابهم من خلال منصات التواصل الاجتماعي مثل «إنستغرام» و«سناب شات».
وخلصت النتائج إلى أن 22٪ من المشاركين استخدموا هذه المكملات خلال العام السابق، وكانوا أكثر من 2.5 مرة عرضة للنوم أقل من خمس ساعات يومياً، حتى بعد ضبط عوامل مثل العمر والجنس ومستوى النشاط البدني والحالة النفسية.
تأثير الكافيين العصبي
وأوضح غانسون أن الكافيين في مكملات ما قبل التمرين يعمل على حجب مستقبلات الأدينوسين في الدماغ، وهي المادة المسؤولة عن الشعور بالنعاس، ما يؤدي إلى تأخر إفراز هرمون الميلاتونين الضروري للنوم، كما يؤدي فرط الجرعة إلى تنشيط الجهاز العصبي وزيادة معدل ضربات القلب وصعوبة الاسترخاء.
وأشار الباحثون إلى أن تناول هذه المكملات في ساعات المساء يفاقم المشكلة، نظراً لبقاء الكافيين نشطاً في الجسم لعدة ساعات، ما يجعل الشباب غير قادرين على النوم في وقت مبكر، على الرغم من حاجتهم إلى 8 إلى 10 ساعات من النوم يومياً في هذه المرحلة العمرية.
وحذّر الخبراء من أن الحرمان المزمن من النوم نتيجة الإفراط في استخدام مكملات ما قبل التمرين يرتبط بضعف الإدراك، واضطرابات المزاج، وتراجع الصحة الجسدية، مؤكدين ضرورة توعية الشباب بخطورة الاعتماد المفرط على هذه المنتجات.
وأوصت الدراسة الأطباء والأخصائيين الاجتماعيين بمناقشة عادات استخدام هذه المكملات مع المرضى الشباب للكشف عن الأسباب المحتملة للأرق والإرهاق، لافتةً إلى أن تقليل استهلاك الكافيين قبل 12 إلى 14 ساعة من موعد النوم قد يقلل من تأثيره السلبي.
