الكورديسيبس يدخل قوائم المكملات الأكثر طلبًا.. وهذا هو السبب!
شهدت مكملات الفطر الطبيعي ارتفاعًا في شعبيتها خلال السنوات الأخيرة، بعد أن بدأت الأبحاث تُظهر فوائدها الواسعة للصحة والأداء البدني، وعلى رأسها فطر الكورديسيبس الذي ارتبط اسمه بتحسين الأداء الرياضي والجنسي، بفضل تأثيره على الأكسجين والدم والطاقة.
فطر الكورديسيبس لا ينتمي إلى نوع "الفطر السحري" الذي يحتوي على مواد تؤثر في الدماغ والمزاج، بل هو فطر طبيعي يُعرف باسم "الفطر الوظيفي"، يُستخدم لدعم صحة الجسم وتحسين أدائه، إذ يُعد من الأنواع المفيدة طبيًا وغذائيًا، لاحتوائه على مركبات تساعد على تعزيز الطاقة والمناعة وتنشيط الدورة الدموية دون أي تأثيرات نفسية.
كان فطر الكورديسيبس في الماضي يُزرع بطريقة نادرة، إذ كان ينمو طبيعيًا على أجسام بعض الحشرات في المناطق الجبلية الباردة، ما جعل الحصول عليه صعبًا ومكلفًا.
لكن التطور العلمي أتاح اليوم إنتاجه في المختبرات الحديثة باستخدام محاصيل مثل الشوفان أو الأرز كبيئة آمنة للنمو، ليُحوَّل بعد ذلك إلى مكمل غذائي يُباع في الأسواق ويوفر الفوائد ذاتها التي يتميز بها الفطر الطبيعي.
تأثير الكورديسيبس على الأداء
كشفت دراسة علمية نُشرت في مجلة المكملات الغذائية، وأجريت على مجموعة من المتطوعين لمدة ثلاثة أسابيع وفق نظام Double-blind study أو «التعمية المزدوجة»، وهو منهج يهدف إلى ضمان دقة النتائج وحياديتها، عن نتائج لافتة تؤكد أن مكملات فطر الكورديسيبس تُسهم في رفع مستويات الطاقة وتحسين القدرة على التحمل البدني بشكل واضح.
وأظهرت النتائج ارتفاعًا في معدل VO₂ Max، وهو المقياس الذي يوضح كفاءة الجسم في استخدام الأكسجين، إضافةً إلى زيادة زمن التحمل قبل الشعور بالإرهاق بنحو 70 ثانية، ما يشير إلى مقاومة أكبر للتعب وكفاءة أعلى في إنتاج الطاقة.
وبيّنت التحليلات أن هذا التحسن ناتج عن زيادة فاعلية نقل الأكسجين، بفضل توسّع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم وتغذية العضلات، إلى جانب انخفاض مستويات الإجهاد التأكسدي، الناتج عن تراكم مواد ضارة في الجسم تُعرف بالجذور الحرة، تتشكل بشكل طبيعي أثناء إنتاج الطاقة، لكنها قد تضعف الخلايا عند زيادتها، وعند تراجع تأثيرها، يصبح الجسم أكثر نشاطًا وأسرع تعافيًا بعد المجهود البدني.
كما لاحظ الباحثون ظهور نتائج إيجابية بعد أسبوع واحد من الاستخدام، فيما بلغت الفوائد ذروتها بعد ثلاثة أسابيع من تناول المكمل بانتظام.
وأوضحت الدكتورة جولي داوست، كبيرة العلماء في شركة M2 Ingredients، أن تحسين كفاءة الأكسجين في الجسم يعزز التحمل والتركيز ويساعد على تعافي العضلات، كما يدعم صحة القلب والأوعية، ويقلل من تأثير الإجهاد التأكسدي الذي يضعف الأداء مع مرور الوقت.
فوائد إضافية للفطر الصحي
عندما يعمل الجسم بأعلى كفاءته من حيث تدفق الدم واستخدام الأكسجين، فإنه يحقق مجموعة من المكاسب تشمل:
- تحمل مجهود أكبر قبل بلوغ مرحلة التعب.
- تقليل زمن التعافي بعد التمرين بسبب انخفاض مستويات الإجهاد التأكسدي.
- تحسين مستويات الطاقة اليومية نتيجة زيادة وصول الأكسجين إلى العضلات والأنسجة.
- تعزيز الأداء القلبي الوعائي والمحافظة على اللياقة لفترات أطول.
وتشكل هذه الفوائد معًا دعمًا شاملًا للأداء الجسدي والعقلي، بما يشمل الوظائف الحيوية والجنسية.
