كيف تغيّر كرة السلة أداء الدماغ؟ دراسة تشرح التأثيرات المعرفية العميقة
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Scientific Reports، أن ممارسة كرة السلة بانتظام تُحدث تأثيرًا مباشرًا وفعّالًا على وظائف الدماغ التنفيذية، بما في ذلك الذاكرة العاملة، والتحكم في الانفعالات، والمرونة الإدراكية، مؤكدة أن هذه الرياضة تتجاوز حدود اللياقة البدنية لتصبح تدريبًا معرفيًا متكاملًا.
فوائد ممارسة كرة السلة
توضح الدراسة أن كرة السلة، بحكم سرعتها وطبيعتها التكتيكية، تجبر اللاعب على تحليل الموقف في الملعب خلال ثوانٍ معدودة، واتخاذ قرارات دقيقة تحت الضغط، وهذا التفاعل المستمر بين الحركة واتخاذ القرار يُنشط مناطق متعددة في الدماغ مسؤولة عن التفكير والتنظيم والسيطرة الإدراكية.
وبحسب الباحثين، يركض اللاعب خلال مباراة مدتها 40 دقيقة ما بين 5 إلى 7 كيلومترات، وهو ما يجعل كرة السلة نشاطًا هوائيًا مكثفًا في الوقت نفسه.
واعتمد الباحثون في هذه الدراسة على عينة مكوّنة من 50 شابًا بالغًا، جرى تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات رئيسية لمدة أربعة أشهر:
- مجموعة كرة السلة: مارست اللعبة بانتظام وفق برنامج تدريبي محدد.
- مجموعة التمارين الهوائية وتمارين المقاومة: خضعت لتمارين الكارديو والأوزان.
- مجموعة التحكم: لم تمارس نشاطًا بدنيًا يُذكر وكانت ذات نمط حياة منخفض الحركة.
وقبل بدء التجربة، تأكد الفريق العلمي من عدم وجود فروق مسبقة بين المشاركين من حيث العمر، اللياقة، مؤشر كتلة الجسم، والقدرات الإدراكية، وذلك لضمان أن نتائج التحسن تُعزى فقط للبرنامج التدريبي.
وخلال فترة الدراسة، أُجريت مجموعة من اختبارات الوظائف التنفيذية لقياس ثلاثة عناصر أساسية: الذاكرة العاملة، المرونة الإدراكية، والتحكم في التثبيط، وهي مهارات حيوية للتعلم واتخاذ القرار والتعامل مع المواقف المعقدة.
أظهرت مجموعة كرة السلة تفوقًا واضحًا في مجال الذاكرة العاملة، إضافة إلى تحسن قوي في مهارات التحكم في التثبيط، أي القدرة على كبح الاستجابات الانفعالية واتخاذ قرارات أكثر وعياً ، كما سجلت المجموعة التي مارست تمارين الكارديو والأوزان تحسنًا في التحكم في التثبيط أيضًا، إضافة إلى تحسن ملحوظ في المرونة الإدراكية.
أما مجموعة التحكم غير النشطة، فقد شهدت انخفاضًا في مهارة التحكم في التثبيط بمرور الوقت، ما يؤكد أهمية النشاط البدني في الحفاظ على الأداء الإدراكي.
تشير الدراسة إلى أن كرة السلة ليست مجرد رياضة تنافسية، بل نشاط معرفي يُحفّز الدماغ باستمرار عبر مزيج من التفكير السريع وردود الفعل الحركية، وتخلص النتائج إلى أن ممارسة كرة السلة بانتظام قد تعزز من الأداء العقلي، والقدرة على التركيز، وتنظيم السلوك الانفعالي بدرجة تفوق بعض التمارين التقليدية.
