هل يسرق الكافيين نومك أم يجعله أفضل؟ مفاجأة علمية مذهلة
أظهرت دراسة علمية حديثة أن الاستهلاك اليومي المزمن للكافيين، الذي يُعد أكثر المواد النفسية الفعالة استهلاكاً في العالم، يرتبط بانخفاض طفيف في إجمالي مدة النوم، لكنه في الوقت نفسه يزيد من عمق النوم.
ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة علم النفس الدوائي، معتمدة على تحليل بيانات ضخمة شملت أكثر من 487 ألف مشارك، مما يعزز مصداقية الاستنتاجات العلمية. ويتوفر الكافيين بكثرة في المشروبات اليومية مثل القهوة والشاي والشوكولاتة والمشروبات الطاقية.
وركزت الدراسات السابقة على تأثير الكافيين الحاد في بيئات مختبرية، حيث أظهرت اضطرابًا في النوم عند تناوله قبل النوم مباشرة، مثل زيادة الوقت اللازم للدخول في النوم وكثرة الاستيقاظات، مع امتناع المشاركين عنه مسبقًا.
أما الدراسة الحالية، بقيادة بنجامين ستاكي من جامعة زيورخ، فقد ركزت على الاستهلاك المعتاد اليومي طويل الأمد.
تأثير الكافيين على مراحل النوم
راقب الباحثون نوم المشاركين باستخدام جهاز يسجل نشاط الدماغ، ومستوى الأكسجين، ونبضات القلب والتنفس، ليعرفوا كيف يؤثر الكافيين على النوم بشكل دقيق، بعيدًا عن الأحاديث الشخصية.
وقسموا الناس إلى مجموعتين: مجموعة تشرب أربعة أكواب كافيين أو أكثر يومياً، وأخرى تشرب ثلاثة أكواب أو أقل. ثم استخدموا طرقاً إحصائية متطورة لمقارنة الأشخاص الذين لديهم نفس العمر والوزن والوضع الاجتماعي للتأكد من نتائج الدراسة.
أظهرت النتائج أن مَن يشربون الكافيين بكثرة ينامون أقل بنحو 11 إلى 13 دقيقة كل ليلة، وفقاً للحسابات الدقيقة. لكن تسجيلات نشاط الدماغ كشفت أن نومهم أعمق، بسبب زيادة في "الموجات البطيئة القوية" التي ترتبط بأفضل مراحل الراحة والتجديد للجسم والعقل.
هذا يعني أن الجسم يعوض النقص في الوقت بجودة أعلى، كما قال الباحث ستاكي: "النوم الأقصر قليلاً يُعوض بعمق أكبر، كما تُظهر هذه الموجات البطيئة نومًا مريحًا حقًا".
لم يلاحظ المشاركون فرقًا كبيرًا في شعورهم بجودة النوم أو النعاس نهاراً، أو تفضيلهم للصباح أو المساء، وهذا يتناسب مع أن نومهم أعمق رغم قصره.
كما بقيت نسبة نوم "الحركة السريعة للعينين" (REM)، المرتبطة بالأحلام والذاكرة، دون تغيير، فالتأثير الرئيسي كان على المراحل العميقة المنعشة.
وأبرز الباحثون قوة النتائج بطرق متعددة، لكنهم أقروا بقيود مثل الاعتماد على روايات شخصية قد تكون غير دقيقة، وجمع أنواع مشروبات مختلفة، وتركيز الدراسة على أوروبيين، مما يحتاج إلى بحوث أوسع.
وأضاف ستاكي أن النتائج لا تحدد إن كان الاستهلاك اليومي للكافيين ضارًا أو نافعًا صحيًا، فقد يعوض العمق النقص أو يعكس ديناً نومياً مستمراً، لكنها تنفي التأثيرات السلبية الشديدة على جودة النوم.
