بين الراحة والمخاطر: استكشف علاج تضخّم البروستاتا بالبخار للرّجال
تنوّعت وسائل علاج تضخم البروستاتا الحديثة، وبدلاً من الخضوع لعملية جراحية كما كان الأمر في السابق وانتظار فترة تعافٍ طويلة، بات الأمر سهلاً بتقنية مثل الريزوم أو بخار الماء، إذ يعود الرجل إلى المنزل في نفس اليوم، مع فترة تعافٍ أقل، والأهم تقليص حقيقي لأنسجة البروستاتا المتضخّمة.
أمّا أعراض تضخم البروستاتا، فسُرعان ما يلحظ الرجل تحسّنها في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أشهر، ولكن مع هذه النتائج المُبهرة، هل عملية الريزوم آمنة تمامًا؟ وما نتائجها على الأمد الطويل؟
ما هو علاج البروستاتا بالبخار؟
علاج البروستاتا ببخار الماء أو الريزوم، هو علاج غير جراحي لتضخم البروستاتا الحميد، ذو نتائج جيّدة على المدى الطويل، إذ يعتمد على استخدام بخار الماء لتقليص المناطق المتضخّمة في البروستاتا.
كيف يعمل؟
يعتمد العلاج على الطاقة الطبيعية المُخزّنة في بخار الماء، لإزالة أنسجة البروستاتا الزائدة التي تضغط على مجرى البول.
وخلال العلاج، يُطلَق بخار الماء المُعقّم في جميع أنحاء أنسجة البروستاتا المُستهدفة. وعندما يلامس البخار أنسجة البروستاتا، تخرج كل الطاقة المُخزّنة في الأنسجة، ويتوقّف عدد الجلسات العلاجية على تقييم الطبيب بناءً على حجم البروستاتا.
وبمرور الوقت تمتص الاستجابة الطبيعية للجسم الأنسجة المُعالَجة بالريزوم، مما يؤدِّي إلى تقلّص البروستاتا، ومِنْ ثمّ انفتاح مجرى البول، بما يقلّل أعراض تضخم البروستاتا الحميد.
الاستعداد قبل العلاج
يتطلّب أي إجراءٍ طبي بعض الاستعدادات من قِبل المريض، والتي تكون بتوصية من الطبيب، مثل:
- التوقف عن تناول أدوية السيولة قبل الإجراء ببضعة أيام أو أسبوع.
- تناول المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب.
- قد يناقِش الطبيب المريض بشأن المُسكّنات التي يمكِن تناولها لاحقًا.
تفاصيل عملية البروستاتا بالريزوم
يمكِن إجراء علاج البروستاتا بالريزوم في مكتب مُقدِّم خدمة الرعاية الصحية، لكن قبل العلاج، سيطلب منك الطبيب الذهاب إلى دورة المياه.
بعد ذلك يُستخدم مخدّر موضعي لتخدير مجرى البول والبروستاتا، لتكون أكثر إحساسًا بالراحة خلال العلاج، ثُمّ يُدخِل الطبيب جهازًا محمولا مزوّدًا بأنبوب طويل ورفيع في نهايته إلى مجرى البول.
تنطلق إبرة صغيرة من نهاية الأنبوب وتوصّل البخار إلى المناطق المتضخمة من البروستاتا، إذ يقضي البخار على خلايا البروستاتا المتضخمة، مما يؤدّي إلى انكماش البروستاتا.
كم تستغرق عملية العلاج؟
عادةً ما تستغرق جلسة علاج الريزوم الكاملة نحو 30 دقيقة، فيما يستغرق علاج كل منطقة نحو 10 ثوانٍ فقط، ومِنْ ثمّ فقد يُعطَى أكثر من 15 علاجًا في الجلسة الواحدة لتقليص أنسجة البروستاتا.
فوائد العلاج من دون جراحة
ما يميّز علاج البروستاتا بالبخار هو النتائج السريعة على صعيد زوال الأعراض، إذ يبدأ معظم المرضى تلمّس تحسّن الأعراض في غضون أسبوعين فقط، وقد يحصلون على أقصى نتيجة ممكنة في غضون 3 أشهر، بناءً على استجابة كل مريض.
علاوة على ذلك، فإنّ علاج البروستاتا بالبخار يحمل مزايا أخرى، والتي تضمّ، حسب "Cleveland Clinic":
- الحفاظ على الوظيفة الجنسية للرجل.
- عدم الحاجة إلى تناول أدوية تضخم البروستاتا.
- إمكانية العودة إلى المنزل في نفس اليوم بعد العلاج.
- عدم الحاجة إلى تخديرٍ عام، وإنّما موضعي.
- فترة تعافي سريعة، بخلاف العمليات الجراحية التقليدية.
- يمكن تكرار العلاج بالبخار إذا عاودت أعراض تضخم البروستاتا الظهور.
النتائج طويلة الأمد للعلاج
يحقّق علاج البروستاتا بالبخار نتائج جيدة على الأمد الطويل، إذ تشِير الدراسات إلى أنّ أقل من 5% من الأشخاص، يحتاجون إلى عمليات جراحية إضافية في غضون خمس سنوات بعد العملية، بينما يحتاج 10% فقط من الأشخاص إلى تناول أدوية البروستاتا خلال السنوات الخمس الأولى.
آثار جانبية محتملة
تُعدّ عملية الريزوم آمنة عمومًا لعلاج تضخم البروستاتا الحميد، ومع ذلك فقد يكون لها بعض الآثار الجانبية، مثل:
- ألم او انزعاج في أثناء التبول أو القذف.
- التبول أكثر من المُعتاد، أو كثرة التبول بصفةٍ عاجلة.
- وجود دم في البول أو السائل المنوي.
- عدوى المسالك المنوية.
- عدم إطلاق القضيب للسائل المنوي عند بلوغ الذروة الجنسية.
- تضيق مجرى البول.
- حصى المثانة.
اقرأ أيضًا:سرطان البروستاتا.. هل يطيل النشاط البدني عمر الناجين؟ دراسة حديثة تجيب
نصائح التعافي بعد عملية الريزوم
يُوصَى باتباع النصائح الآتية لفترة تعافٍ مثالية وتقليل بعض الآثار الجانبية بعد علاج تضخم البروستاتا بالبخار:
- الراحة، فالجسم بحاجة إلى وقت للشفاء، والراحة ضرورية للتعافي، فقضاء يوم على الأقل في المنزل للراحة بعد عملية الريزوم أمر جيد، ولا بأس بالمشي لمسافات قصيرة.
- تجنّب الجري ورفع الأثقال وركوب الدراجات وغيرها من الأنشطة الشاقة لبضعة أسابيع.
- تجنّب النشاط الجنسي لبضعة أيام للمساعدة على شفاء المنطقة.
- شُرب كميات كبيرة من السوائل، خاصةً الماء، فهذا يساعد على إخراج الدم من البول.
- تجنّب السوائل التي قد تهيج المثانة، مثل المشروبات الغنية بالكافيين، كالشاي والقهوة، أو المشروبات الغازية، أو عصائر الحمضيات، مثل عصير البرتقال.
هل تناسِب جميع الرجال؟
كلّا، بل هُناك حالات لا يُوصَى فيها باستخدام تقنية الريزوم، كما في حالة:
- مضاعفات الكلى.
- غرسات قناة مجرى البول.
- بروستاتا كبيرة جدًا (تزِن أكثر من 80 جرامًا).
هل الريزوم أفضل من الجراحة؟
لكل إجراءٍ مزاياه وآثاره الجانبية، لكن فيما يتعلّق بجراحة استئصال البروستاتا عبر الإحليل "TURP"، فهي عملية جراحية أكثر تدخلا بالطبع، مقارنةً بالريزوم، وتتضمّن استئصال أنسجة البروستاتا المتضخمة، وربّما تكون أكثر فاعلية، لكن مع وقت تعافٍ أطول، ومخاطر أعلى للآثار الجانبية.
أمّا الريزوم، فهو علاج أقل من ناحية التدخل الجراحي، مع مخاطر أقل وفترة تعافٍ أسرع.
