دراسة تكشف تأثير الأطعمة الدهنية على التواصل بين الأمعاء والدماغ
كشفت دراسة حديثة أن الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون تؤدي إلى اختلال كيميائي يؤثر على التواصل بين الأمعاء والدماغ، مما يوضح العلاقة بين السمنة والاكتئاب وتراجع القدرات الإدراكية.
وأوضحت الدراسة، المنشورة في مجلة Nutritional Neuroscience والصادرة عن جامعة نورث كارولينا بالتعاون مع جامعتي براون وكورنيل، أن الإفراط في تناول الدهون يحفّز خلايا الأمعاء على إنتاج كميات كبيرة من السيروتونين، وهو ناقل عصبي ينقل الرسائل بين الدماغ وبقية الجسم، بينما يضعف البروتين المسؤول عن إعادة امتصاصه، مما يؤدي إلى تراكمه داخل الجهاز الهضمي.
ويسبب هذا الارتفاع التهابات في الأمعاء وضعفًا في جدارها، وهي حالة تعرف باسم "تسرّب الأمعاء".
وفي المقابل، يؤدي النظام الغذائي نفسه إلى نقص حاد في السيروتونين داخل الدماغ، خاصة في مناطق مثل الحُصين المسؤولة عن الذاكرة والمشاعر، نتيجة فرط نشاط إنزيم الأوكسيداز الذي يحلل الناقل العصبي قبل استخدامه.
علاقة الشبع بالدماغ
ويشير الباحثون إلى أن هذا الخلل يعوق استقبال إشارات الشبع في الدماغ، ما يؤدي إلى اضطراب التحكم بالجوع وزيادة استهلاك الطعام.
كما توضح النتائج أن بعض مستقبلات السيروتونين في المناطق المسؤولة عن الشهية تفقد فعاليتها مع مرور الوقت، مما يساهم في خلق حلقة مفرغة من الإفراط في الأكل والاختلال الأيضي.
وأوضح الباحثون أن الميكروبيوم المعوي يلعب دورًا أساسيًا في هذا الاضطراب، حيث يؤدي نقص الألياف في النظام الغذائي الغني بالدهون إلى انخفاض البكتيريا النافعة المسؤولة عن إنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة مثل الأسيتات والبيورات، وهما مادتان تحميان الدماغ وتنظمان إنتاج السيروتونين.
ويؤدي غياب هذه الأحماض إلى ضعف الحاجز الدموي الدماغي وزيادة الالتهابات.
وأشارت الدراسة إلى أن هذا الخلل الكيميائي يضعف إشارات الشبع ويزيد الإفراط في تناول الطعام، فيما يسهم نقص السيروتونين في الدماغ في ارتفاع معدلات الاكتئاب والتوتر، ما يعيد الفرد إلى الإفراط في الأكل، مكونًا دائرة يصعب كسرها.
