الرجال يفقدون بنية الدماغ أسرع من النساء.. دراسة تكشف مفاجآت جديدة عن شيخوخة الدماغ والزهايمر
أظهرت دراسة نُشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم PNAS، واعتمدت 12,638 صورة رنين مغناطيسي لـ 4,726 شخصًا أصحاء إدراكيًا تراوحت أعمارهم بين 17 و95 عامًا، أن الرجال يميلون إلى تراجع بنيوي أكبر قليلًا في الدماغ مع التقدم في العمر مقارنة بالنساء، ما يطعن في فكرة أن شيخوخة الدماغ وحدها تفسر ارتفاع معدل الزهايمر لدى النساء.
اختلاف وتيرة شيخوخة الدماغ بين الجنسين
جمع فريق دولي بقيادة جامعة أوسلو بيانات طولية من 14 دراسة، مع مسح كل مشارك مرتين على الأقل خلال نحو ثلاث سنوات، لقياس تغيّرات القشرة المخية ومساحة سطحها وحجوم الفصوص والمادة الرمادية والبيضاء بمرور الزمن.
وأظهر التحليل الأولي غير المُصحّح أن الرجال شهدوا انخفاضًا أكبر في 17 مؤشرًا، من بينها الحجم الكلي للدماغ والمادتان الرمادية والبيضاء وحجوم الفصوص كافة، إضافة إلى ترقّق أسرع في مناطق قشرية للرؤية والذاكرة، وتراجع أسرع في مساحة السطح بمناطق أخرى.
اقرا ايضًا: دراسة: وفاة الشريك أو فقدان الوظيفة يرفع خطر الزهايمر لدى الرجال
بعد ضبط اختلافات حجم الرأس بين الجنسين، ظل الاتجاه العام قائمًا وهو تراجع أكبر لدى الرجال في الفص القذالي ومساحة سطحي المنطقة المغزلية والجبهيّة الوسطى، فيما ظهرت لدى النساء منطقة صدغية صغيرة بتراجع أسرع لمساحة سطحها.
الفروق بعد سن الستين
برز لدى الرجال ممن تجاوزوا 60 عامًا تدهور أسرع في هياكل عميقة تشمل النواة المذنبة والمتكئة والبطامة والشاحبة (مرتبطة بالحركة والمكافأة)، بينما سجلت النساء توسعًا بطينيًا أسرع، دون فروق ذات دلالة في معدل تدهور الحُصين بعد التصحيح.
اقرأ أيضًا: دراسة: النساء يستفقن أسرع من الرجال بعد التخدير العام
يعني النمط المرصود أن الاختلافات البنيوية المرتبطة بالعمر لا تكفي لتفسير الغلبة العددية لإصابات الزهايمر لدى النساء، مرجّحًا دور عوامل أخرى مثل الهرمونات، والاحتياطي المعرفي، وأنماط التعليم ونمط الحياة.
وبالفعل، عند إدخال سنوات التعليم في النماذج، فقدت بعض الفروق التي صبّت لصالح تدهور أسرع لدى الرجال دلالتها الإحصائية، ما يسلّط الضوء على أثر العوامل الاجتماعية-المعرفية في مسار شيخوخة الدماغ.
تدعو البيانات إلى نمذجة مخاطر الزهايمر بصورة متعددة العوامل تتجاوز الجندر وشيخوخة البنية القشرية فقط، وفتح مسارات بحث حول التفاعل بين الوراثة والهرمونات والبيئة والتعليم في تفسير الفروق بين الجنسين.
كما تعزّز النتائج ضرورة متابعة طولية أدق لمرحلة ما بعد الستين، حيث تتباين مسارات التدهور العميق بين الرجال وتوسع البطينات الأسرع لدى النساء، مع مراقبة الحُصين باعتباره مؤشرًا مبكرًا لعلم أمراض الزهايمر.
