ما علاقة خفض السعرات الحرارية بصحة الدماغ؟
أظهرت دراسة علمية حديثة أن تقليل تناول السعرات الحرارية اليومية بنسبة تصل إلى 30% يمكن أن يساعد على إبطاء الشيخوخة والحفاظ على صحة الدماغ، مما يسهم في إطالة العمر وتحسين الأداء المعرفي لدى الإنسان.
أجرى فريق من جامعة بوسطن بالتعاون مع المعهد الوطني الأمريكي للشيخوخة تجربة علمية استمرت لأكثر من عقدين من الزمن، استخدم فيها العلماء القردة، لكونها تشترك مع البشر في تشابه كبير في بنية الدماغ وآلية التقدم في العمر.
تم تقسيم القردة إلى مجموعتين؛ الأولى تناولت نظاماً غذائياً متوازناً، بينما خُفِّضت كمية السعرات في غذاء المجموعة الثانية بنسبة 30%. وبعد وفاة القردة في أعمار تتراوح بين 22 و37 عامًا أي ما يعادل عمر الإنسان بين 67 و108 سنوات خضع نسيج الدماغ للفحص الدقيق.
وأظهرت النتائج المنشورة في مجلة Aging Cell، أن القردة التي التزمت بنظام منخفض السعرات احتفظت بخلايا دماغية أكثر نشاطاً، كما بدت أنسجة أدمغتها أكثر صحة من حيث التمثيل الغذائي والوظائف العصبية، مقارنة بالمجموعة التي لم تقلل استهلاكها الغذائي.
تأثير خفض السعرات الحرارية
وأوضحت الدكتورة آنا فيتانتونيو، الباحثة المشاركة في الدراسة، أن تقليل السعرات الحرارية يعد عاملاً مثبتاً علميًا في إبطاء عملية الشيخوخة البيولوجية، مضيفة أن نتائج البحث تؤكد أن هذا النمط الغذائي قد يحمي الدماغ أيضاً من التدهور مع التقدم في العمر.
وأشارت الباحثة إلى أن هذه النتائج قد تنطبق على البشر، إذ تُظهر أن اتباع نظام غذائي متوازن منخفض السعرات على المدى الطويل يمكن أن يحافظ على كفاءة الدماغ والقدرات المعرفية.
توصل الباحثون كذلك إلى أن تقليل السعرات يحافظ على وظائف التمثيل الغذائي في الدماغ، ما يؤدي إلى تنظيم أفضل لمستويات السكر في الدم وضغط الدم، إضافة إلى دعم صحة الكلى والقلب. كما أشار باحثون من جامعة كامبريدج إلى أن الدماغ يبدأ في إظهار علامات الشيخوخة ابتداءً من سن الثلاثين، وأن الأنظمة الغذائية الصحية يمكن أن تؤخر هذه العملية بشكل ملحوظ.
وحذّر خبراء التغذية من تناول الأطعمة فائقة المعالجة لاحتوائها على نسب مرتفعة من السكريات والدهون الصناعية التي تضر بوظائف الدماغ والخلايا العصبية. كما ترتبط تلك الأطعمة برفع مخاطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب والسمنة، فضلاً عن كونها عاملاً مساهماً في تفاقم حالات الخرف.
