دراسة تكشف سرًا مذهلًا: التمارين تقاوم الشيخوخة الوراثية
أظهرت دراسة حديثة أن ممارسة تمارين رفع الأثقال بانتظام قد تكون المفتاح لإبطاء الشيخوخة على المستوى الخلوي، من خلال التأثير المباشر في التيلوميرات، وهي التسلسلات المتكررة من الحمض النووي التي تشكل ما يشبه الأغطية الواقية في نهايات الكروموسومات.
وتعمل هذه الأغطية على حماية الخلايا من التلف أو الاندماج غير المرغوب فيه بين الكروموسومات، وهو ما يحافظ على استقرار المادة الوراثية.
تأثير البيئة على التيلوميرات
تشير الأبحاث إلى أن تقصير التيلوميرات يحدث بشكل طبيعي مع انقسام الخلايا وتقدم العمر، حتى تصل إلى حدٍّ لا يمكنها بعده الانقسام أو التجدد، ما يؤدي إلى تلفها أو موتها الذاتي، فيما يُعرف بعملية "الشيخوخة الخلوية".
هذا التراجع في طول التيلوميرات يرتبط بارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري وأمراض التمثيل الغذائي.
وفي المقابل، أظهرت دراسات أن الأشخاص ذوي أنماط الحياة الصحية والممارسين للرياضة يتمتعون بتيلوميرات أطول، ما ينعكس في طول العمر وجودة الحياة.
وتوضح الدراسة التي نُشرت في مجلة Biology أن تدهور التيلوميرات يرتبط أيضًا بعوامل أخرى مثل التلوث البيئي، والإجهاد النفسي، والسمنة، والنظام الغذائي غير المتوازن، وقلة النشاط البدني.
وفي المقابل، تؤكد الدراسات أن الحفاظ على نمط حياة صحي يمكن أن يبطئ من تقصير التيلوميرات ويحسن كفاءة الخلايا بشكل ملحوظ، ويتحقق ذلك من خلال تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والألياف، والنوم الجيد المنتظم، وممارسة التأمل لتقليل التوتر، إضافة إلى ممارسة النشاط البدني المنتظم، ولا سيما تمارين المقاومة مثل رفع الأثقال، وتمارين الضغط والعقلة، واستخدام الأربطة المطاطية، التي أثبتت فعاليتها في تعزيز صحة الخلايا وإطالة عمرها الحيوي.
وأظهرت الدراسة، التي أجريت على أكثر من 4800 مشارك، أن زيادة الوقت المخصص لممارسة تمارين القوة ترتبط مباشرة بزيادة طول التيلوميرات.
اقرأ أيضًا: لماذا يجب على الرجال فوق 40 عامًا ممارسة تمارين القرفصاء؟
وبيّنت النتائج أن ممارسة تمارين المقاومة لمدة 90 دقيقة أسبوعيًا يمكن أن تؤخر الساعة البيولوجية بنحو 3.9 سنوات، في حين أن المواظبة على ثلاث جلسات أسبوعيًا بساعة لكل جلسة، قد تُبطئ التقدم البيولوجي بما يعادل ثماني سنوات كاملة.
وحتى بعد ضبط النتائج وفقًا لعوامل مثل التدخين، والعمر، والوزن، والنشاط الهوائي، تبيّن أن للتمارين المنتظمة تأثيرًا إيجابيًا واضحًا على طول التيلوميرات.
ويرى الباحثون أن لهذه النتائج دلالة قوية على قدرة الإنسان في التأثير على جيناته، من خلال نمط حياته اليومي، إذ يمكن عبر النشاط البدني المنتظم والتغذية المتوازنة تعزيز الدفاعات الخلوية الطبيعية، مما يبطئ الشيخوخة الخلوية ويحافظ على الحيوية العامة والمناعة ضد الأمراض.
ويؤكد المتخصصون أن رفع الأثقال تحديدًا يجمع بين تحسين اللياقة البدنية وتقوية العضلات وحماية البنية الجينية للخلايا، ما يجعله واحدًا من أكثر أشكال النشاط البدني فاعلية للحفاظ على الشباب البيولوجي.
