البروتين أم الكربوهيدرات؟ الجواب بعد التمرين
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة American Journal of Clinical Nutrition عن الدور المهم الذي يلعبه البروتين بعد التمرين في تعزيز نمو العضلات وإصلاحها مقارنة بالكربوهيدرات.
وأُجريت الدراسة على 16 شخصًا من البالغين النشطين بدنيًا، حيث خضعوا لتدريبات المقاومة "رفع الأثقال" قبل تناول وجبات مختلفة، ليتم قياس تأثير هذه الوجبات على عملية تخليق البروتين العضلي.
وكان الهدف معرفة ما إذا كان البروتين أو الكربوهيدرات هو الخيار الأفضل بعد التمرين لدعم نمو العضلات.
مقارنة البروتين والكربوهيدرات بعد التمرين
وقسّم الباحثون المشاركين إلى ثلاث مجموعات، حيث تناولت المجموعة الأولى وجبة قليلة الدهن تحتوي على 20 غرامًا من البروتين و4.4 غرام من الدهون، بينما تناولت المجموعة الثانية وجبة عالية الدهن بنفس كمية البروتين لكن مع 20.6 غرام من الدهون.
أمّا المجموعة الثالثة فاعتمدت على وجبة غنية بالكربوهيدرات فقط (73.3 غرامًا) دون أي بروتين أو دهون.
ولقياس النتائج بدقة، استخدم الباحثون تقنية متقدمة عبر حقن آمنة من الأحماض الأمينية المتتبعة، والتي سمحت لهم بمتابعة كمية البروتين العضلي الجديد الذي بُني في الساعات التالية لتناول الوجبات.
وأظهرت النتائج أن كلًا من الوجبات قليلة الدهن وعالية الدهن ساهمت في تعزيز نمو العضلات بعد التمرين، لكن الوجبة قليلة الدهن كانت أكثر فاعلية في زيادة معدل تخليق البروتين العضلي.
أما الوجبة الغنية بالكربوهيدرات وحدها فلم تُظهر أي تأثير يُذكر على نمو العضلات أو إصلاحها، نظرًا لغياب البروتين الضروري لهذه العملية.
وأوضح الباحثون أن الدهون الزائدة قد تُبطئ من دخول الأحماض الأمينية إلى مجرى الدم، مما يقلل من سرعة الاستجابة العضلية للبروتين، وهو ما يفسر تفوق الوجبات قليلة الدهن في النتائج.
أهمية البروتين بعد التمرين في النظام الغذائي
وخلصت الدراسة إلى أن البروتين بعد التمرين ليس متساويًا في تأثيره على جميع الأفراد، حيث تختلف قدرة الأجسام على الاستفادة منه في بناء العضلات.
ومع ذلك، فإن تناول اللحوم قليلة الدهن يُعد خيارًا أفضل من اللحوم عالية الدهن لتعزيز عملية النمو العضلي.
أمّا الاعتماد على الكربوهيدرات فقط بعد التمرين فلا يوفر الفوائد المرجوة لإصلاح العضلات.
وتؤكد هذه النتائج أن البروتين بعد التمرين هو العنصر الأساسي الذي يجب أن يركز عليه الرياضيون والراغبون في تحسين كتلتهم العضلية، مع مراعاة اختيار مصادر بروتين صحية قليلة الدهون لتحقيق أفضل النتائج.
