دراسة تكشف: درجات جودة النظام الغذائي تخفض خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني
في إطار الجهود العالمية لمواجهة الانتشار المتزايد لأمراض الكبد المزمنة، كشفت دراسة سعودية حديثة، أجراها باحثون من جامعات سعودية عدة، عن الدور الحاسم الذي تلعبه جودة النظام الغذائي في الوقاية من مرض الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي (MAFLD)، الذي يُعد سبباً رئيسياً للوفاة عالمياً.
مرض الكبد الدهني
أُجريت الدراسة بتصميم الحالات والشواهد في مستشفى جامعة الأمير سطام بن عبد العزيز بالخرج، وشملت 225 حالة مصابة بـ مرض الكبد الدهني و225 مشاركاً ضابطاً، تمت مطابقتهم حسب العمر واستخدم الباحثون مقياس جودة النظام الغذائي العالمي (GDQS) ومقياس جودة النظام الغذائي الأساسي (PDQS) لتقييم العادات الغذائية.
أظهرت النتائج بوضوح أن المصابين بـ مرض الكبد الدهني سجلوا درجات أقل بكثير في مؤشري GDQS وPDQS مقارنة بالمجموعة الضابطة (قيمة الاحتمال <0.001).
اقرأ أيضًا: دراسة: سمنة الأمهات قد تزيد خطر إصابة الأطفال بسرطان الكبد
وتأكد الارتباط السلبي بين سوء التغذية والإصابة، حيث أظهرت مجموعة الحالات استهلاكاً أعلى للحبوب المكررة والمشروبات المحلاة، واستخداماً أقل للفواكه والخضراوات والبقوليات.
الأهم هو أن تحليل الانحدار اللوجستي أثبت النتائج بشكل كمي أن ارتبطت كل زيادة بمقدار 1-SD (انحراف معياري واحد) في مؤشري GDQS وPDQS بانخفاض احتمالية الإصابة بـ مرض الكبد الدهن بنسبة تقريبية بلغت 40%، حيث كانت نسبة الأرجحية (OR) حوالي 0.60 لكليهما.
تؤكد هذه النتائج، التي نشرت في مجلة التغذية بتاريخ 24 أكتوبر 2025، على أن النظام الغذائي هو أحد أهم عوامل الخطر القابلة للتعديل في سياق مرض الكبد الدهني ويسلط الباحثون الضوء على أهمية تحسين جودة الغذاء كاستراتيجية رئيسية للوقاية، لا سيما في البيئات السريرية والصحية العامة.
اقرأ أيضًا: الأسبرين قد يساعد في علاج الكبد الدهني
تشير الدراسات السابقة إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بمضادات الأكسدة والألياف قد تُخفف من الالتهاب وتراكم الدهون وتليف الكبد، على عكس الأنظمة الغنية بالدهون المشبعة والفركتوز.
ويدعو الباحثون إلى ضرورة تطبيق نتائج هذه الدراسة لتعزيز التوصيات الغذائية الموجهة للوقاية من مرض الكبد الدهن المرتبط بسوء الأيض.
طرق الوقاية من أمراض الكبد
وبحسب ما نشرته صحيفة Times of India، فإن تبني طقوس صباحية بسيطة قد يكون عاملاً حاسماً في دعم صحة الكبد والوقاية من أمراض مثل الكبد الدهني غير الكحولي.
أولى الخطوات لدعم وظائف الكبد هي الحفاظ على النشاط البدني المنتظم يوفر المشي أو الركض في الصباح الباكر دفعة فعالة للجسم، حيث تساعد الرياضة المنتظمة على خفض مستويات الدهون الثلاثية وتقليل تراكم الدهون في الكبد.
وأشارت دراسة أُجريت عام 2024 في جامعة تسوكوبا إلى أن الرياضة قللت من تدهن وتصلب الكبد بشكل ملحوظ لدى الرجال اليابانيين البدناء.
أما عن النظام الغذائي، فيلعب دوراً لا يقل أهمية. يُعتبر التوت الأزرق (Blueberries) إضافة مثالية لوجبة الإفطار (سواء مع الشوفان أو الزبادي)، حيث يحتوي على مادة الأنثوسيانين المضادة للأكسدة، والتي تحمي الكبد من الإجهاد التأكسدي والالتهابات، بل وربما تساعد في عكس مسار مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
تُعد القهوة، خاصة القهوة السوداء الخالية من السكر أو الحليب، طريقة بسيطة لتعزيز دعم صحة الكبد. وقد كشفت دراسة أُجريت عام 2021 أن شاربي القهوة (بواقع يصل إلى 3 أكواب يومياً) انخفض لديهم خطر الإصابة بأمراض الكبد المزمنة بنسبة 21%، وانخفض خطر الوفاة بسببها بنسبة 49% مقارنة بغير الشاربين.
وفي منتصف الصباح، توفر حفنة من المكسرات (كالجوز أو اللوز، حوالي 28 غراماً) مصدراً ممتازاً للدهون الصحية وفيتامين E ومضادات الأكسدة وخلصت دراسة أجريت عام 2019 إلى أن النظام الغذائي الغني بالمكسرات يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي.
لا يقتصر دعم صحة الكبد على ما نأكله أو نفعله، بل يمتد إلى ممارسات النظافة الشخصية الأساسية ويشدد الخبراء على ضرورة غسل اليدين جيداً بالصابون لمدة 20 ثانية، خاصة قبل الطهي أو تناول الطعام أو بعد استخدام الحمام. هذا الإجراء البسيط ضروري للوقاية من فيروسات التهاب الكبد الوبائي A و B، والتي تُسبب التهاب الكبد والندوب طويلة الأمد.
في الختام، يجب أن يترافق النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني المنتظم مع فحوصات دورية لضمان بيئة عمل وصحة عامة مثالية.
