هل الغضب مفتاح الإبداع؟ دراسة تكشف علاقة مثيرة للجدل
في مفاجأة لعلم النفس الحديث، كشفت دراسة واسعة النطاق أن الغضب قد يكون محفزًا قويًا على الإبداع، وفقًا لتحليل نشر مؤخرًا في مجلة Cognition and Emotion.
وأشارت النتائج إلى أن هذا التأثير يصبح أكثر وضوحًا عندما يُستخدم الإبداع لأغراض مؤذية أو شريرة، ما يسلط الضوء على الجانب المظلم للعلاقة بين العاطفة والابتكار.
اقرأ أيضًا: دراسة نفسية: لماذا يُنقذ النوم أثناء الغضب علاقاتنا من الانهيار؟
قاد فريق بحثي من East China Normal University، يضم ليانغيو شينغ، وينيو تشانغ، ييكوان كان، ونينغ هاو، تحليلاً شاملاً لأكثر من 28 دراسة تضم 2413 مشاركًا.
وسعت الدراسة إلى عزل تأثير الغضب عن بقية العواطف السلبية، من أجل تحديد دوره الدقيق في الأداء الإبداعي، بعيدًا عن أي التباس قد تسببه مشاعر مثل الحزن أو الخوف.
واعتمد الباحثون في دراستهم على طريقتين لتعريف الإبداع: الأولى هي "الإبداع العام"، الذي يعني القدرة على إنتاج أفكار جديدة ومناسبة، والثانية "الإبداع الشرير" الذي يُوظف لإلحاق الأذى بالآخرين، وأظهر التحليل أن الغضب يرتبط بشكل أقوى بهذا النوع الأخير من الإبداع.
العلاقة بين الغضب والإبداع
أظهرت التحليلات أن العلاقة بين الغضب والإبداع كانت أكثر وضوحًا عندما تم استحضار الغضب في المختبر عن طريق الخيال، مثل تذكّر موقف أثار الغضب، مقارنة بطرق أخرى كعرض مقاطع فيديو أو تلقي تعليقات سلبية.
وبيّن الباحثون أن نوع المهمة الإبداعية، سواء استندت إلى التفكير المتشعب أو إلى إيجاد حل محدد، لم يكن له أثر واضح في مستوى ارتباط الغضب بالإبداع، كما أن عوامل أخرى مثل تحديد الوقت أو غيابه لم تُحدث فارقًا ملحوظًا.
ويشير العلماء إلى أن الغضب، كعاطفة قوية، يمكن أن يعزز ما يُعرف في علم النفس بـ"الإصرار المعرفي"، وهو التركيز المستمر المطلوب لإنتاج أفكار مبتكرة.
ومع ذلك، تبقى الأسئلة مفتوحة حول دور عواطف سلبية أخرى مثل العداء أو الخوف في تحفيز الإبداع، ومدى تأثيرها مقارنة بالغضب.
وختم الباحثون دراستهم بدعوة إلى مزيد من الأبحاث لتوسيع نطاقها، ليشمل لغات وثقافات مختلفة، وكذلك مجالات فنية مثل الموسيقى والفنون البصرية، للوصول إلى فهم أشمل لكيفية تحول الغضب أحيانًا إلى شرارة لإبداع خلّاق أو نوايا مؤذية.
