الضوء الليلي يهدد قلبك: دراسة تكشف زيادة خطر أمراض الشرايين التاجية بأكثر من 30%
كشفت دراسة طبية حديثة عن علاقةٍ مباشرة بين التعرض للضوء ليلاً وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب القاتلة.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق مضاءة ليلاً بمستويات مرتفعة أكثر عرضةً للإصابة بأمراض الشرايين التاجية بمعدلٍ يزيد على 30% مقارنةً بغيرهم.
العلاقة بين الضوء وأمراض القلب
وفق ما نشرته صحيفة dailymail، اعتمد الباحثون على تحليل بيانات 466 مشاركًا بمتوسط عمر 55 عامًا، خضعوا لفحوصات PET/CT في مستشفى بين عامي 2005 و2008، بهدف قياس نشاط الدماغ المرتبط بالتوتر ومدى التهاب الشرايين.
كما تم استخدام صور الأقمار الصناعية لتقدير مستوى السطوع الليلي في المناطق المحيطة بمنازل المشاركين.
وبعد متابعة استمرت حتى عام 2018، تبيّن أن 79 شخصًا (17%) من العينة أصيبوا بأمراض قلبية حادة.
وأظهرت النتائج أن زيادة التعرض للضوء ليلاً ارتبطت بارتفاعٍ في نشاط التوتر في دماغ والتهاب الأوعية الدموية، مما يضاعف احتمالات الإصابة بمشكلات القلب الخطيرة خلال خمس إلى عشر سنوات.
ويؤكد الباحث الرئيسي الدكتور شادي أبو هاشم ، رئيس أبحاث التصوير القلبي في المستشفى، قائلاً: "وجدنا علاقة شبه مباشرة بين مستوى التعرض للضوء الليلي ومعدل الإصابة بأمراض القلب فكلما زاد الضوء ليلاً، ارتفع الخطر."
وأشار إلى أن حتى الزيادات الطفيفة في التعرض للضوء تؤدي إلى تنشيط إشارات عصبية ترفع من استجابة المناعة، ما يسبب التهابًا في جدران الأوعية يؤدي مع الوقت إلى تصلب الشرايين وزيادة خطر النوبات القلبية والجلطات الدماغية.
وحذّر الدكتور أبو هاشم من أن الضوء المنبعث من الهواتف المحمولة والتلفزيونات قبل النوم يُحدث تأثيرًا مشابهًا، إذ يخدع الدماغ فيبقيه في حالة يقظة مستمرة، مؤكدًا أن "الضوء الليلي ليس مجرد إزعاج بصري، بل خطر صحي صامت على القلب".
واقترح الباحث حلولًا عملية للحد من المخاطر، من بينها تقليل الإضاءة ليلًا، مع تجنّب استخدام الشاشات الإلكترونية قبل النوم للحفاظ على الساعة البيولوجية للجسم.
