كيف يجعل المشي دماغك أكثر دقة في تفسير الأصوات؟ دراسة تكشف
أظهرت دراسة علمية أن المشي يساعد الدماغ على تحسين استجابته للأصوات وزيادة دقته في تفسيرها، إذ تتغير طريقة معالجة الصوت وفق اتجاه الحركة.
وأوضح الباحثون أن الدماغ لا يكتفي بتلقي الأصوات فقط، بل يضبط استجابته لها بطريقة ذكية أثناء المشي، مما يعزز قدرته على التنقل واستشعار ما يدور في البيئة المحيطة.
علاقة السمع بالمشي
قاد البحث الذي نشر في مجلة Journal of Neuroscience، فريق علمي دولي من جامعتى Zhejiang University في الصين، و University of Würzburg في ألمانيا.
وأوضح العلماء أن العلاقة بين الحركة والمعالجة الإدراكية وثيقة، لكن تأثير المشي تحديداً على السمع لم يكن واضحًا من قبل.
ولفهم هذه العلاقة، أُجريت تجربتان بمشاركة 30 متطوعًا، ارتدوا جهاز تخطيط دماغي (EEG) متنقّل أثناء المشي على مسار على شكل رقم ثمانية، بينما استمعوا عبر سماعات الأذن إلى نغمات متواصلة بترددين مختلفين (39 هرتز في الأذن اليسرى و41 هرتز في اليمنى).
أظهرت نتائج الدراسة أن الدماغ يصبح أكثر انسجامًا مع الأصوات أثناء المشي مقارنة بالوقوف أو التحرك في المكان نفسه، ما يشير إلى أن التنقل الحقيقي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات بفاعلية أكبر.
كما لاحظ الباحثون انخفاضًا في موجات "ألفا" الدماغية أثناء المشي، وهي موجات ترتبط عادة بحالة الهدوء أو تثبيط النشاط العصبي، واكتشفوا أن انخفاضها يرتبط بزيادة استجابة الدماغ للمؤثرات السمعية.
اقرأ أيضًا:لماذا كان أسلافنا ينامون مرتين كل ليلة؟ دراسة تفسّر "النوم المزدوج" المنسي
كما وجد الفريق أن حساسية السمع تتغير بحسب اتجاه الحركة؛ فعند الانعطاف نحو اليمين، استجابت الأذن اليمنى للأصوات بشكل أقوى، بينما حدث العكس عند الانعطاف نحو اليسار.
ويُظهر هذا التفاعل أن الدماغ يعيد توزيع انتباهه السمعي بشكل تنبؤي أثناء التنقل، مما يجعل المشي عملية إدراكية معقدة تتجاوز الحركة الجسدية وحدها.
وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تم تسجيلها في بيئة مختبرية، وأن الدراسات المستقبلية قد تبحث في ما إذا كانت هذه التغيرات تحدث أيضاً في البيئات الطبيعية المليئة بالأصوات المختلفة، وكيف تتعاون حاسة السمع مع البصر واللمس لتكوين خريطة حسية متكاملة تسهّل على الإنسان حركةً أكثر توازناً ووعياً بالمحيط.
