هل يمكن للرجال عيش حياة أطول؟ دراسة تكشف أسرار طول عمر في النساء
كشفت دراسة علمية حديثة أجراها معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية، أن الرجال حول العالم يمكنهم تقليص فجوة العمر بينهم وبين النساء، إذا تبنّوا بعض السلوكيات الغذائية والصحية التي تتميز بها النساء عادة.
وتشير الإحصاءات إلى أن متوسط العمر المتوقع للنساء يصل إلى نحو 81.1 عامًا، بينما لا يتجاوز عند الرجال 75.8 عامًا، أي بفارق يزيد على 5.3 سنوات لصالح النساء.
وتوجد هذه الفجوة في معظم الدول منذ قرون طويلة، حيث تُظهر البيانات التاريخية أن النساء دائمًا يتفوقن في طول العمر على الرجال.
الدراسة التي شملت تحليل بيانات 528 نوعًا من الثدييات، أوضحت أن الإناث تعيش في المتوسط 13% أطول من الذكور في نحو 72% من الأنواع المدروسة.
اقرأ أيضًا: أدمغة الرجال تنكمش أسرع من النساء.. هل تؤثر على ألزهايمر؟
وقد أرجع الباحثون ذلك إلى عدة عوامل منها الدور التطوري للإناث في رعاية الصغار، وتأثير الهرمونات الأنثوية، والعوامل الجينية المرتبطة بكروموسومات الجنس، إلى جانب طبيعة السلوكيات الأقل خطورة، التي تميل إليها الإناث في معظم الأنواع.
وأوضحت الدراسة أن الذكور يميلون إلى سلوكيات محفوفة بالمخاطر، كالتنافس العنيف على الهيمنة أو خلال موسم التزاوج كما تفعل ذكور الأيائل التي تنمو لها قرون ضخمة لخوض المعارك، وهي سلوكيات تماثل عند البشر ميل الرجال إلى عادات غير صحية كالإفراط في التدخين والمجازفة، ما يسهم في زيادة معدلات الوفيات بينهم.
ويُضاف إلى ذلك أن الرجال غالبًا ما يهملون الفحوصات الطبية الدورية والوقاية من الأمراض الجلدية، إذ تشير الإحصاءات إلى أن نسبة الرجال الذين يستخدمون واقي الشمس أقل بكثير من النساء، رغم ارتفاع معدل إصابتهم بسرطان الجلد.
ومن منظور تطوري، تبيّن أن دور الإناث في رعاية الأطفال يسهم بشكل كبير في إطالة العمر، فالعناية بالأبناء تخلق حافزًا بيولوجيًا للبقاء لفترة أطول، حتى يصبح الأطفال قادرين على الاعتماد على أنفسهم، ما يعزز فرص النجاة للأم ويطيل دورة حياتها.
عادات نسائية لإطالة العمر
بيّنت نتائج الدراسة أن مجموعة من العادات الصحية التي تلتزم بها النساء يمكن أن تساعد الرجال في تقليص فجوة العمر بينهم وبين النساء، وتشمل:
- المشاركة النشطة في رعاية الأطفال والتفاعل الأسري، وهو سلوك يرتبط بطول العمر من منظور تطوري ونفسي.
- الاهتمام بالوقاية الصحية من خلال الفحوصات السنوية وزيارات الطبيب المنتظمة حتى في غياب المرض.
- اتباع نظام غذائي متوازن يقلل من مخاطر أمراض القلب والسمنة وارتفاع الكوليسترول.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام للمحافظة على اللياقة البدنية وخاصة تمارين المشي والسباحة.
- استخدام مستحضرات الوقاية من الشمس لتقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد.
- الإقلاع عن التدخين.
- الاهتمام بجودة النوم وتجنّب الضغط النفسي والإجهاد المزمن.
وتوصل الباحثون إلى أن الفجوة في متوسط العمر بين الرجال والنساء ليست مسألة حتمية، بل ترتبط ارتباطًا وثيقًا بنمط الحياة والعادات اليومية.
وأوضحوا أن اعتماد الرجال أساليب حياة أكثر صحة تشبه ما تتبعه النساء يمكن أن يسهم في تحسين جودة حياتهم وزيادة أعمارهم بما يتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات إضافية.
