نبض واحد يجمعهم.. دراسة تكشف سر الترابط العميق بين الأزواج محدودي الدخل
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Biological Psychology أن الأزواج من خلفيات اجتماعية واقتصادية محدودة يُظهرون تزامنًا أكبر في نبضات القلب أثناء التفاعل العاطفي، مقارنةً بالأزواج من خلفيات أكثر رفاهية.
الباحثون وجدوا أن هذا التزامن الجسدي، المعروف باسم "الارتباط الفسيولوجي"، يعكس مدى التقارب العاطفي بين الزوجين، حيث تتسارع أو تتباطأ نبضات قلبيهما في نفس الوقت خلال المحادثات، سواء كانت حول مواضيع خلافية أو ممتعة. هذا الاكتشاف يشير إلى أن الظروف الاجتماعية قد تؤثر ليس فقط على طريقة التواصل العاطفي، بل أيضًا على كيفية استجابة الجسم أثناء التفاعل.
تأثير الخلفية الاجتماعية على نبضات القلب بين الأزواج
وفقًا للباحثين، فإن الأشخاص من خلفيات أقل دخلًا وتعليمًا غالبًا ما يعتمدون بشكل أكبر على العلاقات الاجتماعية كمصدر للدعم، نظرًا للتحديات الخارجية التي يواجهونها مثل الضغوط المالية وقلة الموارد. هذا الاعتماد يظهر في سلوكهم وتفكيرهم، والآن، كما تشير الدراسة، في نبضات القلب أيضًا.
خلال التجربة، شارك 48 زوجًا في جلسة مخبرية تضمنت محادثات مسجلة، وتم قياس نبضاتهم باستخدام أجهزة استشعار دقيقة. الأزواج من خلفيات أقل دخلًا أظهروا تزامنًا أكبر في "الارتباط المتزامن" ، حيث تتغير نبضاتهم بنفس الاتجاه، وانخفاضًا في "الارتباط العكسي"، ما يدل على تقارب جسدي وعاطفي أعمق.
العلاقة بين نبض القلب والصحة النفسية للأزواج
رغم أن تزامن نبضات القلب قد يبدو مؤشرًا إيجابيًا، إلا أن الباحثين يحذرون من التبسيط المفرط. فالتزامن لا يعني بالضرورة علاقة صحية أو سعيدة، بل قد يختلف تأثيره حسب السياق. على سبيل المثال، في حالات النزاع، قد يؤدي التزامن إلى تصعيد التوتر، بينما قد يساعد التباين في الحفاظ على التوازن بين الطرفين.
اقرأ أيضا: دراسة تكشف: الفروق بين الأزواج والزوجات.. أيهما أكثر عدوانية؟
الدراسة لم تحدد بعد ما إذا كان هذا التزامن يؤدي إلى رضا أكبر في العلاقة أو فوائد صحية، لكنها تفتح الباب أمام أبحاث مستقبلية لفهم كيف تؤثر الخلفية الاجتماعية على الصحة النفسية والجسدية للأزواج. الباحثون شددوا على أهمية توسيع نطاق الدراسات لتشمل عينات أكثر تنوعًا، مؤكدين أن "العالم الاجتماعي يعيش داخل أجسادنا".
