لماذا نشعر بالقشعريرة؟ دراسة تكشف أصلها
كشفت دراسة علمية حديثة أن ظاهرة القشعريرة التي تصيب الإنسان عند الشعور بالبرد أو الخوف هي استجابة تطورية قديمة، نشأت عندما كان الإنسان يمتلك فراء كثيفًا يغطي جسده بالكامل.
وأوضحت الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين في جامعة بيرغن النرويجية، أن كل شعرة في جسم الإنسان مرتبطة بعضلة صغيرة جدًا تنقبض عند انخفاض درجة الحرارة أو عند التعرّض لمشاعر قوية، فتجعل الشعر ينتصب ويظهر الجلد بشكل متعرّج.
آلية عمل القشعريرة
تقول الباحثة إنغبورغ باكمان، أستاذة الجلدية في جامعة بيرغن، إن هذه الظاهرة كانت في الماضي وسيلة طبيعية لتدفئة الجسم.
وتضيف: "في الأزمنة القديمة، كان انقباض العضلات حول بصيلات الشعر يجعل الفراء أكثر كثافة، ما يوفّر طبقة هواء دافئة تساعد على حفظ حرارة الجسم".
لكن مع مرور الزمن وتطوّر الإنسان، فقد معظم شعر جسده واستعاض عنه بنظام التعرّق لتبريد الجسم أثناء الحركة، بينما بقيت آلية القشعريرة.
يوضح عالم الأحياء التطوري كيتيل لوسنه فويي أن القشعريرة امتداد طبيعي لسلوك الحيوانات ذات الفراء، مثل القطط التي تنفخ شعرها لتبدو أكبر عند الخطر.
ويضيف أن الإنسان رغم قِلّة الشعر جسده اليوم، إلا أنه يملك عدد بصيلات شعر مماثل للشمبانزي، ما يدل على أننا "لم نفقد الشعر تمامًا، بل فقدنا سُمكه فقط".
ويرى فويي أن هذا التغيير حدث قبل نحو 1.8 مليون سنة عندما بدأ الإنسان الأول بممارسة الصيد الطويل، فكان فقدان الفراء وتطور التعرّق وسيلة للتبريد المستمر أثناء الركض.
اقرأ أيضًا: دراسة حديثة تكشف مفاجآت عن الساعة البيولوجية عند الرجال
ولا تقتصر القشعريرة على الشعور بالبرد، بل تحدث أيضًا عند الخوف أو التأثر العاطفي، بحسب الباحث يارل غيسكه، الذي أوضح أن انقباض العضلات الصغيرة حول الشعر جزء من نظام الاستجابة الفورية في الجسم.
وقال غيسكه: "عندما نخاف، يتسارع نبض القلب وتتوتر العضلات ويستعد الجسم للدفاع أو الهرب. القشعريرة جزء من هذه الاستجابة الحيوانية القديمة".
كما قد تظهر القشعريرة عند الاستماع إلى موسيقى مؤثرة أو مشاهدة مشهد مؤلم أو جميل، إذ يستجيب الجسم عاطفيًا عبر تفعيل تلك العضلات الدقيقة التي بقيت فينا رغم تغير شكل حياتنا.
ويؤكد العلماء أن القشعريرة لم تعد ضرورية للبقاء على قيد الحياة، لكنها تذكّرنا بتاريخنا التطوري، وبأن أجسامنا ما زالت تحمل آثارًا من حياة أسلافنا.
