دراسة تكشف دواءً مجانياً: كيف تساعد الرياضة في علاج السكري؟
في دراسة جديدة من معهد فرالين للأبحاث الطبية الحيوية بجامعة فرجينيا للتكنولوجيا، كشف الباحث ريان مونتالفو عن آلية فسيولوجية مذهلة، تُظهر كيف يمكن للتمارين الرياضية أن تساعد الجسم في مقاومة مرض السكري من النوع الثاني.
الدراسة، التي حصلت على دعم من الكلية الأمريكية للطب الرياضي، تسلط الضوء على دور التمارين في تحفيز استجابة خلوية تُعرف باسم "الاستجابة الهرمية"، وهي عملية تكيفية تجعل الجسم أكثر قدرة على التعامل مع الإجهاد في المستقبل.
دور التمارين الرياضية في علاج السكري
الميتوكوندريا، وهي مراكز إنتاج الطاقة داخل الخلايا، تلعب دورًا محوريًا في هذه الاستجابة، فكل مرة يمارس فيها الإنسان الرياضة، يزداد الطلب على الطاقة، مما يدفع الميتوكوندريا إلى التكيف وتحسين أدائها، وهذا التكيف يجعلها أكثر كفاءة في إنتاج الطاقة ومواجهة الأمراض المزمنة مثل السكري.
وأوضح مونتالفو: "الميتوكوندريا لا تعرف تلقائيًا كمية الطاقة التي يجب إنتاجها، بل تعتمد على إشارات من جزيئات استشعار الطاقة داخل الجسم، مثل إنزيم AMPK، الذي ينقل احتياجات الطاقة إلى الميتوكوندريا لتعديل إنتاجها من ATP بما يتناسب مع متطلبات الجسم".
وفي مختبر البروفيسور زين يان، يتم التركيز على دراسة إنزيم AMPK، الذي يُعد منظمًا رئيسيًا للطاقة داخل الخلايا.
وقد كشفت أبحاث سابقة أن هذا الإنزيم لا يوجد فقط في جميع أنحاء الخلية، بل أيضًا داخل شبكة الميتوكوندريا، حيث يُعرف باسم "mitoAMPK".
وهو الاكتشاف الذي يفتح الباب أمام فهم أعمق لكيفية تفاعل الجسم مع التمارين الرياضية، وكيف يمكن تعزيز نشاط هذا الإنزيم لتحسين استجابة الميتوكوندريا، وبالتالي تقليل مقاومة الإنسولين وتحسين التحكم في مستويات السكر في الدم.
اقرأ أيضًا: هل زيادة الوزن أفضل للصحة من النقص في الوزن؟ دراسة تثير الجدل
السكري والخلل في استشعار الطاقة
وفي حالة السكري من النوع الثاني، تصبح الخلايا مقاومة للإنسولين، مما يؤدي إلى خلل في آليات استشعار الطاقة، وهذا الخلل يجعل الميتوكوندريا غير قادرة على الاستجابة بشكل فعّال للإجهاد الفسيولوجي، ويزيد من صعوبة تنظيم مستويات السكر.
وأشار مونتالفو إلى أن الإفراط في التغذية، خاصة السكريات، يؤدي إلى تشبع العضلات بالجلوكوز، مما يُضعف تأثيره البنائي ويُربك إشارات الطاقة داخل الخلية، وهنا يأتي دور التمارين الرياضية في إعادة تنشيط هذه الإشارات وتحسين أداء الميتوكوندريا.
ويمثل مشروع مونتالفو خطوة أولى نحو اكتشاف ما إذا كان يمكن تعزيز استشعار الطاقة داخل الميتوكوندريا عبر تنشيط إنزيم mitoAMPK، مما يوفر مسارًا علاجيًا جديدًا لمرض السكري.
ويأمل الباحثون أن يؤدي هذا النهج إلى تطوير علاجات خلوية تستهدف تحسين وظيفة العضلات الهيكلية وتقليل مقاومة الإنسولين.
الدراسة تبني على نتائج منشورة سابقًا في مجلة PNAS عام 2021، والتي كشفت لأول مرة عن وجود إنزيم AMPK داخل الميتوكوندريا في العضلات، مما يعزز فهمنا لكيفية استجابة الجسم للتمارين الرياضية على المستوى الخلوي.
