دراسة تحذر: "فيناسترايد" لعلاج الصلع قد يكون مسببًا لمشاكل نفسية خطيرة
أثارت دراسة علمية جديدة جدلاً واسعاً بعدما كشفت عن المخاطر النفسية المرتبطة باستخدام عقار "فيناسترايد"، الذي يُستخدم منذ أكثر من عشرين عامًا لعلاج الصلع عند الرجال. حيث أشارت الدراسة إلى أن العقار قد يرتبط بمخاطر نفسية خطيرة مثل الاكتئاب الحاد، القلق وأفكار الانتحار.
اعتمدت الدراسة على مراجعة ثماني أبحاث أجريت بين عامي 2017 و2023، والتي تضمنت تقارير من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وسجلات وطنية في السويد وكندا . وأظهرت النتائج أن مستخدمي "فيناسترايد" كانوا أكثر عرضة للإصابة بمشاكل نفسية مثل اضطرابات المزاج وأفكار الانتحار مقارنةً بالأشخاص الذين لم يستخدموا العقار.
اقرأ أيضًا: هل يضيف سحرًا؟ دراسة تكشف سر جاذبية الرجال الصلع
ورغم أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قد أقرت عام 2011 بأن الاكتئاب يعد أحد الآثار الجانبية المحتملة للعقار، فإن التحذيرات المتعلقة بهذا الدواء تعود إلى عام 2002. وفي عام 2022، أضيفت أفكار الانتحار إلى قائمة التحذيرات، إلا أن بعض الوثائق الداخلية كشفت عن تقديرات لعدد المتضررين تم حجبها عن التداول.
كيف يعمل "فيناسترايد" وتأثيره على الدماغ؟
يعمل "فيناسترايد" عبر منع تحويل هرمون التستوستيرون إلى "DHT"، مما يساعد على تقليل تساقط الشعر. لكن الدراسات أظهرت أن العقار يتداخل أيضًا مع هرمونات عصبية تتحكم في المزاج، مثل ألوبريجنانولون.
وقد أظهرت التجارب أن هذا التداخل قد يؤدي إلى التهابات عصبية طويلة الأمد وتغيرات في مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والعاطفة. كما رصد الأطباء حالات كانت تعاني من أعراض مستمرة حتى بعد التوقف عن استخدام العقار، وهو ما يعرف بـ"متلازمة ما بعد فيناسترايد".
وجهت الدراسة انتقادات حادة للشركة المصنعة "ميرك" ولإدارة الغذاء والدواء، مؤكدة أنهما لم يتخذوا إجراءات كافية بشأن المخاطر النفسية المرتبطة بالعقار، رغم توافر البيانات المتعلقة بتلك المخاطر. واعتبر البروفيسور بريزيس أن الطرفين تحملا مسؤولية عدم اتخاذ تدابير كافية، مشيرًا إلى "الصمت المدفوع بالمصالح التجارية وتجنب المساءلة القانونية".
اقرأ أيضًا: دراسة: اللحية الخفيفة تزيد من جاذبية الرجل
دعا الباحثون إلى تعليق تسويق "فيناسترايد" لأغراض تجميلية حتى يتم إثبات سلامته، إضافة إلى فرض دراسات إلزامية بعد تسويقه. كما أوصوا بتسجيل تاريخ استخدام العقار ضمن تحقيقات حالات الانتحار، مؤكدين أن الهدف من هذه الإجراءات ليس فقط مراجعة السياسات الصحية، بل أيضًا حماية المرضى من مخاطر نفسية قد تكون قاتلة.
