التدخين يزيد الاكتئاب والأرق.. وهذه المدة من التمارين أسبوعياً كافية لتقليل آثاره
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة تكساس أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد تساعد المدخنين ممن تجاوزوا الأربعين عاماً على تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب واضطرابات النوم إلى مستويات مقاربة لغير المدخنين.
مخاطر التدخين على الصحة النفسية
أظهرت نتائج الدراسة أن المدخنين يعانون معدلات أعلى من الأعراض الاكتئابية المعتدلة إلى الشديدة، إضافة إلى اضطرابات النوم مثل الأرق وانقطاع النفس أثناء النوم النوم، مقارنة بغير المدخنين. وكانت الفئة العمرية بين 40 و59 عاماً الأكثر عرضة، خاصة أولئك الذين لا يلتزمون بمستويات النشاط البدني الموصى بها.
كما أوضحت النتائج أن المدخنين فوق سن الـ60 معرضون بشكل أكبر لمشكلات النوم، لكن ممارسة الرياضة بانتظام قللت من هذه المخاطر بشكل ملحوظ، لتصبح قريبة من مستويات غير المدخنين.
تشير الإرشادات الصحية الأمريكية إلى أن البالغين يحتاجون إلى نحو 300 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أو 150 دقيقة من النشاط المكثف أسبوعياً، أو مزيج بينهما، من أجل الحفاظ على صحة بدنية ونفسية أفضل.
الباحث تايهيون روه، المشرف على الدراسة، أوضح أن التدخين يؤدي إلى تغييرات كيميائية في الدماغ قد تفاقم الأعراض الاكتئابية وتؤثر سلباً على جودة النوم، بينما تساهم التمارين الرياضية في تحسين الحالة المزاجية وتنظيم النوم. وأضاف: "هناك تداخل بين هذه العوامل، فالرياضة تعمل كحلقة توازن تقلل من الآثار السلبية للتدخين."
اقرأ أيضًا: ما "العمر السحري" لمنع إدمان السوشيال ميديا؟ دراسة تكشف
اعتمدت الدراسة، المنشورة في دورية Health Education & Behavior، على بيانات المسح الوطني للصحة والتغذية (NHANES) للفترة من 2017 إلى 2020، وشملت عينة مكونة من 3,008 أشخاص بالغين في الولايات المتحدة. وأظهرت البيانات أن واحداً من كل خمسة بالغين في البلاد مدخن، بينما يعاني ثلث البالغين من اضطرابات النوم، وواحد من كل 12 شخصاً من أعراض الاكتئاب.
ورغم الفوائد الملحوظة للرياضة، أظهرت الدراسة أن المدخنين بين 20 و39 عاماً ظلوا أكثر عرضة لاضطرابات النوم حتى مع الالتزام بالإرشادات الرياضية. وفسر الباحثون ذلك بأن التمارين وحدها قد لا تكون كافية لمعادلة مخاطر التدخين الشديد، أو أن توقيت وطبيعة التمارين يلعبان دوراً حاسماً في النتائج.
تؤكد الدراسة أن النشاط البدني عنصر أساسي للوقاية من الأضرار النفسية المصاحبة للتدخين، خصوصاً الاكتئاب واضطرابات النوم. ومع ذلك، شدد الباحثون على أن الحل الأمثل يبقى في الجمع بين ممارسة الرياضة بانتظام وتقليل التدخين من أجل تعزيز الصحة العامة.
