كيف تميّز بين نوبة الهلع والأزمة القلبية التي تهدد حياتك؟
رغم الاختلاف الواضح بين النوبة القلبية التي تحدث بسبب انسداد في الشريان التاجي، ونوبة الهلع، التي قد تحدث نتيجة التوتر، بشكلٍ مفاجئ، فإنّ كلًا منهما قد يُسبِّب ألم الصدر.
وقبل أن تتعجّل في توقّع السبب، بإرجاعه إلى مشكلة في القلب، من الضروري الإشارة إلى أن ألم الصدر الناجم عن نوبة الهلع شبيه بالألم المصاحب للنوبة القلبية، كما أنّهما يشتركان أيضًا في أعراض، مثل التعرق أو ضيق التنفس، فهل هناك علامات فارقة توضّح هل هي نوبات الهلع أم نوبة قلبية عند الرجال؟ وكيف تتعامل مع أعراض تلك النوبات إن حدثت؟
نوبات الهلع وأعراضها
شعور مفاجئ وشديد بالقلق، بما يمكن أن يسبِّب أعراضًا جسدية ونفسية شديدة، مثل تسارُع ضربات القلب، وتعرق راحة اليد، وغيرها، ورغم أنّ نوبات الهلع قد تبدو مخيفة، فهي غير خطيرة في الواقع.
أعراض نوبات الهلع
- تسارُع ضربات القلب أو نبض القلب بقوة.
- الدوار أو الدوخة.
- الارتعاش أو الارتجاف.
- التعرق، بما في ذلك تعرق راحة اليد.
- الغثيان أو اضطراب المعدة.
- ألم في الصدر أو صعوبة التنفس.
- الشعور بأنّك على وشك الهلاك.
- مشاعر شديدة من القلق والتوتر والخوف.
- الشعور بالانفصال عن النفس أو عن العالم من حولك.
النوبات القلبية وأعراضها
أمّا النوبات القلبية، فتحدث نتيجة انسداد في مجرى تدفّق الدم إلى القلب "الشريان التاجي"، عادةً بسبب جلطة دموية، ومِنْ ثمّ لا تحصل عضلة القلب على ما يكفي من الأكسجين فتتبدأ في الموت، وما لم تُعالَج النوبة القلبية في أسرع وقت ممكن، فقد تُحدِث أضرارًا جسيمة في القلب، وربّما تُسبِّب الوفاة.
أعراض النوبات القلبية
- ضيق أو صعوبة في التنفس.
- انزعاج في الصدر، عادةً في الجانب الأيسر أو في منتصف الصدر.
- ضغط أو عصر أو ألم مستمر في الصدر أو يختفي ويعود.
- عدم الراحة أو ألم أو ضغط في الرقبة أو الفك أو الجزء العلوي من الظهر.
- عدم الراحة أو الضغط أو الألم في الذراعين أو الكتفين.
- الدوار أو الدوخة.
- التعرق.
- الغثيان أو القيء.
- الإرهاق دون سبب واضح.
اقرأ أيضًا: ما العلاقة بين الطول والإصابة بنوبة قلبية؟ دراسة تكشف
التشابه بين أعراض نوبة الهلع والنوبة القلبية عند الرجال
رغم اختلاف المنشأ الجذري لكل من نوبات الهلع والنوبات القلبية، فإنّ هناك بعض الأعراض المشتركة بين نوبات الهلع والنوبات القلبية، مثل:
- ألم الصدر.
- ضيق التنفس.
- الغثيان.
- الشعور بأنّك على وشك الهلاك
وفي بعض الحالات، يمكن أن تكون الأعراض متشابهة جدًا، بحيث يكون من الصعب معرفة هل هي نوبة هلع أم نوبة قلبية.
فيما يمكن أن يكون لكل من النوبات القلبية ونوبات الهلع عوامل الخطر نفسها، فمثلًا التوتر، قد يُسبِّب النوبات القلبية أو نوبات الهلع.
كما أنّ القلق -وهو مثال آخر- شائع جدًا لدى من يعانُون نوبات الهلع، ولدى المصابِين بأمراض القلب، المُعرّضين للنوبات القلبية.
الفروق الأساسية التي تساعد على التمييز بين نوبات الهلع أم نوبة قلبية عند الرجال
رغم هذا التشابه في بعض الأعراض بين نوبات الهلع والنوبة القلبية، فإنّه يمكِن التمييز بين كل منهما من خلال بعض العوامل، والتي تضمّ، حسب "Medical news today":
- خصائص الألم:
رغم أنّ ألم الصدر مُشترَك بين نوبات الهلع والنوبة القلبية، فإنّ طبيعة هذا الألم مختلفة بينهما:
- ألم نوبة الهلع: عادةً ما يكون ألم الصدر حادًا أو شبيه بالطعن، وموضعيًا في منتصف الصدر.
- ألم النوبة القلبية: يشبِه الضغط أو العصر في منطقة الصدر، كما قد يبدأ الألم في منتصف الصدر، لكن يمكن أن ينتشر بعد ذلك إلى الذراع أو الكتف أو لوحَي الكتف.
- كيفية تطور الأعراض:
رغم أنّ نوبات الهلع والنوبات القلبية قد تندلع فجأة دون سابق إنذار، فإنّ هناك بعض النوبات القلبية التي يمكن أن تحدث بسبب مجهود بدني، مثل صعود الدرج، أما نوبات الهلع، فلن تُصاب بها بعد مجهود بدني أو نشاطٍ رياضي، إلّا إذا كان هناك سبب للتوتر النفسي مثلًا.
- مُدّة استمرار الأعراض:
يمكِن التمييز بين النوبة القلبية ونوبة الهلع من خلال مدة استمرار الأعراض؛ إذ تنتهي معظم نوبات الهلع خلال عِدّة دقائق، وربّما تستمر لفترة أطول قد تصل إلى ساعة، ثُمَّ تختفي الأعراض ويشعر المرء بالتحسّن.
أمّا في النوبة القلبية، فإن الأعراض تستمر لفترة أطول، مقارنةً بنوبات الهلع، كما تتفاقم الأعراض بمرور الوقت، فمثلًا قد يكون الألم طفيفًا في بداية النوبة القلبية، لكنه يصبِح شديدًا بعد عِدّة دقائق.
اقرأ أيضًا: أعراض نوبات الهلع وأهم 8 نصائح لتخفيف نوبة الهلع وقت حدوثها
هل يمكن لنوبات الهلع أن تؤدِّي إلى نوبة قلبية؟
لا تُسبِّب نوبات الهلع نوباتٍ قلبية، فهي لا تؤدي إلى انسداد الشرايين التاجية المُغذِّية للقلب.
ومن ناحيةٍ أخرى، فإنّ المُصابِين بمرض الشريان التاجي، إذا عانوا نوبات هلع، فقد تؤدِّي إلى نوبات قلبية في بعض الأحيان، حسب بحث نشر عام 2012 في دورية "International Archives of Medicine".
وذلك لأنّ اندفاع الأدرينالين الذي يحدث في أثناء نوبة الهلع، يمكن أن يزيد الجهد المطلوب من القلب، مما قد يؤدي إلى نوبة قلبية.
وقد دلّت دراسة نشرت عام 2017 في دورية "Annals of Physical and Rehabilitation Medicine"، على أنَّ التوتر المزمن والقلق، يمكن أن يكون له أثر سلبي على صحة القلب والأوعية الدموية، خاصةً لدى المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية.
اختبارات الطوارئ السريعة التي يخضع لها الرجال
مع بدء ظهور أعراض نوبات الهلع أو النوبة القلبية، قد تُجرَى بعض الفحوصات لتشخيص النوبة القلبية أو نوبة الهلع، والتي تضمّ، حسب "Healthline":
- رسم القلب: يقيس الإشارات الكهربائية للقلب، لتحديد ما إذا كان هناك خلل في عمل القلب.
- اختبار التروبونين: يفحص مستويات التروبونين في الدم، وهو بروتين يتسرّب إلى مجرى الدم عند تلف عضلة القلب أو النوبة القلبية.
- الاختبارات التصويرية: مثل الأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب أو الرنين المغناطيسي، للتحقق من وجود تشوهات داخل القلب أو الأعضاء القريبة منه.
فإذا تبيّن عدم وجود مشكلةٍ بالقلب وأنّها ليست نوبة قلبية، مع استبعاد أي أسباب أخرى للأعراض، هنا يجب استشارة اختصاصي الصحة النفسية لتشخيص نوبات الهلع.
تقنيات تهدئة فورية عند نوبات الهلع
قد تساعد بعض التقنيات على تهدئة نوبات الهلع عند حدوثها، مثل:
1. الاسترخاء التدريجي للعضلات:
إحدى تقنيات الاسترخاء التي تساعد على تخفيف القلق ونوبات الهلع، وتتضمّن شدّ العضلات ثُمّ استرخاؤها، وهذا من خلال:
- الحفاظ على شد العضلات لمدة 5 ثوانٍ.
- قُل "استرخ" في أثناء ترك العضلات من حالة الشد إلى الارتخاء.
- ترك العضلة تسترخي لمدة 10 ثواني قبل الانتقال إلى شد العضلة التالية.
2. طريقة 4-7-8 للتنفس:
يساعد التنفس العميق على تخفيف القلق ونوبات الهلع، ومن ذلك طريقة 4-7-8، التي تتضمّن:
- الاستنشاق لمدة 4 ثوانٍ.
- حبس النفس لمدة 7 ثوانٍ.
- الزفير ببطء لمدة 8 ثوانٍ.
اقرأ أيضًا:السكتة الدماغية: اكتشف أسبابها وكيف تقي نفسك منها بالتغذية؟
3. المشي أو التمارين الخفيفة:
يمكِن للمشي أن يُخرِج الشخص من البيئة التي سبّبت له التوتر ونوبة الهلع، كما أنّ الحركة تساعد على إفراز الإندورفينات، التي تساعد على استرخاء الجسم وتحسين المزاج.
كذلك فإنّ ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، يقلّل القلق مع مرور الوقت، ما يؤدي إلى انخفاض عدد أو شدّة نوبات الهلع، حسب مراجعة نشرت عام 2022 في دورية "Expert Review of Neurotherapeutics".
طرق علاج نوبات الهلع
يُحدِّد الطبيب أفضل طريقة لعلاج نوبات الهلع، والتي قد تختلف من شخصٍ لآخر، لكنها قد تتضمّن:
- العلاج المعرفي السلوكي: يساعد على معالجة وتغيير الأفكار والمشاعر والسلوكيات، التي قد تُسهِم في نوبات الهلع.
- الأدوية: قد يصف الطبيب بعض الأدوية لتخفيف أعراض القلق، التي قد تسبّب نوبات الهلع، مثل مضادات الاكتئاب.
طرق علاج النوبات القلبية
تتطلّب النوبات القلبية تدخلًا طبيًا عاجلًا، وغالبًا ما يكون الأسبرين أحد الأدوية المُتناوَلة في أثناء النوبة القلبية للمساعدة في منع تكوين جلطات إضافية، كما يمكِن وصف النترات لمساعدة القلب والشرايين على ضخ الدم بسهولة أكبر.
وقد تتطلّب الحالات الشديدة تدخلًا جراحيًا لوقف النوبة القلبية واستعادة تدفّق الدم إلى القلب، مثل مجازة الشريان التاجي أو دعامات القلب أو رأب الشريان التاجي.
متى يجب على الرجل الاتصال بالإسعاف فوراً؟
يجب الاتصال بالإسعاف فورًا والتوجه إلى الطوارئ حال المعاناة من أي من الأعراض الآتية:
- ألم شديد مفاجئ في الصدر.
- ضغط في الصدر يستمر أكثر من 2 - 3 دقائق.
- ألم الصدر الذي يمتدّ إلى الذراع أو الفك.
