كيف تساعد البستنة في تخفيف التوتر؟دراسة تجيب
أكدت دراسة جديدة أجرتها جامعة كولورادو – بولدر أن فوائد البستنة تتجاوز كونها مجرد هواية تقليدية، لتصبح نشاطًا صحيًا ذا تأثير ملموس على الصحة النفسية والجسدية.
وأشارت النتائج إلى أن الانخراط المنتظم في زراعة النباتات والعناية بها يساعد على خفض مستويات التوتر، ويعزز الإحساس بالهدوء والرضا، إلى جانب كونه وسيلة فعالة للتعبير عن الذات والشعور بالإنجاز.
وأوضحت كارن هاني، أستاذة العلاج بالبستنة في جامعة كاليفورنيا، أن هذا المجال الطبي يعتمد على دمج أنشطة زراعية في البرامج العلاجية لدعم حالات متنوعة.
اقرأ أيضًا: الاكتئاب والتهابات الجسم: علاقة واضحة تكشفها دراسة صينية جديدة
وأكدت أن تخصيص ما بين 20 و30 دقيقة للبستنة عدة مرات في الأسبوع كفيل بتحسين المزاج العام، مشيرة إلى أن التأثير الإيجابي يتضاعف عند الانتظام في الممارسة.
فوائد البستنة للصحة النفسية
وفي تجربة عملية، قسمت جامعة كولورادو المشاركين إلى مجموعتين، حيث حصلت الأولى على تدريب عملي مع بذور ونباتات ومساحات للزراعة، بينما لم تمارس المجموعة الثانية أي نشاط زراعي لمدة عامين.
وبينت النتائج أن من مارسوا البستنة سجلوا انخفاضًا في مستويات التوتر وتحسنًا في الروابط الاجتماعية، وزيادة بنسبة 7% في استهلاك الألياف الغذائية، وهو ما انعكس على الوقاية من أمراض شائعة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب.
كما ارتفع مستوى نشاطهم البدني بمعدل 42 دقيقة إضافية أسبوعيًا، مقارنة بالمجموعة الأخرى التي لم تسجل تحسنًا مماثلًا.
وتتفق هذه النتائج مع دراسات بريطانية سابقة ربطت بين ممارسة البستنة وتحسن مستويات الصحة العامة بما يوازي تلك المسجلة لدى المجتمعات الثرية.
وأوضحت الخبيرة سارة طومسون أن التفاعل المباشر مع النباتات يمنح شعورًا بالرضا لا توفره الأنشطة الخارجية السلبية، كما أن التعرض للشمس يعزز هرمون السيروتونين المسؤول عن تحسين المزاج، فيما يحتوي التلامس مع التربة على ميكروبات طبيعية تسهم في رفع المعنويات.
اقرأ أيضًا: دراسة: الاكتئاب في منتصف العمر قد يمهد الطريق للإصابة بالخرف
وأشارت طومسون إلى أن فوائد البستنة لا تتوقف عند الجانب النفسي، بل تمتد إلى تحسين القوة البدنية والمرونة والتوازن، إلى جانب تنمية القدرات الذهنية مثل الإبداع وحل المشكلات.
كما أنها نشاط اجتماعي يساعد على بناء علاقات جديدة وتعزيز الروابط القائمة، فضلاً عن كونها نشاطًا مرنًا يمكن ممارسته في أي مساحة ولأي فئة عمرية أو قدرة بدنية.
وبحسب الباحثين، فإن هذه النتائج تثبت أن فوائد البستنة ليست مجرد انطباع شائع بين الهواة، بل حقيقة علمية تدعمها الأدلة، مما يجعلها نشاطًا متكاملًا يجمع بين المتعة والفائدة الصحية والنفسية والاجتماعية.
