دراسة: شركاء التمارين الافتراضيون يزيدون من الالتزام والمتعة حتى لو لم يكونوا حقيقيين
أظهرت دراسة أن ممارسة التمارين داخل بيئات الواقع الافتراضي (VR) مع شركاء افتراضيين -حتى وإن كانوا مجرد تسجيلات سابقة- تُحاكي تجربة التمارين الجماعية، وتُولد شعورًا بالارتباط الاجتماعي يزيد من الالتزام بالنشاط البدني.
فقد أوضح الباحثون أن مجرد الإحساس بوجود "آخرين" إلى جانبك أثناء التمرين، حتى إذا لم يكن حضورًا حقيقيًا، يمنح الدافعية ويعزز من قيمة التجربة النفسية.
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة تربط بين تأجيل التقاعد والشيخوخة الصحية
ومن المعروف أن التمارين الجماعية تزيد من الحافز والمتعة، وتدعم الانتظام في ممارسة الرياضة، لكن عوائق مثل صعوبة تنسيق المواعيد، القلق الاجتماعي، أو بُعد المسافة قد تمنع الكثيرين من الانضمام، وهنا يقدم الواقع الافتراضي حلًا، إذ يسمح بخلق بيئة غامرة يشعر فيها الفرد وكأنه يمارس التمارين مع آخرين.
ومع صعود التطبيقات التي تقدم حصصًا افتراضية مثل الملاكمة واللياقة عالية الكثافة، ركّز الباحثون على مدى فاعلية ميزة "المجموعة"، التي تُمكّن المستخدم من التدريب بجانب ستة لاعبين آخرين، لكن هذه الشخصيات ليست متصلة في الوقت الحقيقي، بل هي إعادة تشغيل لحركات مستخدمين سابقين، وتُعرف باسم شركاء افتراضيون مبرمجون (SGPs).
شارك في الدراسة المنشورة في مجلة Psychology of Popular Media، مشاركون عددهم 148 شخصًا، تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عامًا، قُسموا عشوائيًا إلى مجموعتين:
- مجموعة فردية (بدون شركاء).
- مجموعة جماعية (ستة أفاتارز لشركاء افتراضيين).
وارتدى المشاركون نظارات VR وأدوا روتينًا من التمارين لمدة 6 دقائق، مع مراقبة حركاتهم عبر أجهزة استشعار على المعصم والخصر، كما أجابوا بعد التمرين على استبيانات تقيس المتعة، التقدير، الإحساس بالوجود الاجتماعي، مستوى المجهود، والانتباه للمدرب واللوحة التفاعلية.
كيف يؤثر وجود شركاء في ممارسة الرياضة
أظهرت النتائج ما يلي:
- وجود اجتماعي أقوى: المشاركون في الوضع الجماعي شعروا بأنهم يمارسون الرياضة مع أشخاص حقيقيين، وسجلوا مستويات أعلى في الوعي بوجود الآخرين واعتبارهم حقيقيين.
- تجربة أكثر متعة ومعنى: وُصفت التجربة بأنها ممتعة وذات مغزى، حيث شعر المشاركون أن التمرين مهم وذو قيمة عاطفية.
- نشاط بدني أكبر: أظهر المشاركون في الوضع الجماعي نشاطًا أكبر في حركة اليدين، فيما لم تختلف حركة الخصر بشكل ملحوظ.
- التقدير وسيط مهم: التحليل أظهر أن الشعور بالوجود الاجتماعي عزز من الإحساس بالتقدير، والذي بدوره ارتبط بزيادة النشاط البدني، وفي المقابل، المتعة وحدها لم تكن وسيطًا قويًا.
تشير النتائج إلى أن مجرد وهم الوجود المشترك، حتى وإن كان عبر تسجيلات سابقة، يمكن أن يُلبي حاجة الإنسان للارتباط الاجتماعي ويعزز الأداء البدني.
لكن الباحثين شددوا على أن التجربة اقتصرت على جلسة قصيرة مدتها 6 دقائق، مما يستدعي المزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كانت التأثيرات مستمرة على المدى البعيد أو في أنماط رياضية مختلفة.
وتؤكد الدراسة أن التمارين الافتراضية الجماعية عبر VR قادرة على الجمع بين التكنولوجيا والدافعية الاجتماعية، لتصبح أداة فعّالة في تعزيز الصحة البدنية والنفسية، ومع تطور التطبيقات، قد يتحول هذا الأسلوب إلى بديل عملي يدمج بين الحافز الجماعي والمرونة الفردية.
