كيف تعرف أن القلق خرج عن السيطرة؟ معالج نفسي يوضح العلامات الخطيرة
كشف معالج نفسي بريطاني عن أبرز علامات القلق النفسي، التي قد تدل على خروج التوتر اليومي عن السيطرة، وتحوله إلى اضطراب خطير.
وأوضح أن القلق الطبيعي يختلف عن الحالة المرضية، إذ يتطور حين يتحول التفكير المستمر بالمستقبل والمخاوف اليومية إلى شعور طاغٍ يستهلك طاقة الفرد ويؤثر على حياته.
المعالج كلير باترسون، المسجل في الجمعية البريطانية للاستشارات والمعالجة النفسية (BACP)، شبّه القلق المرضي بجهاز إنذار يظل عالقًا في وضع التشغيل رغم غياب الخطر الفعلي.
وأكد أن أخطر المؤشرات المبكرة هي التفكير الكارثي، حيث ينشغل الفرد دائمًا بافتراض أسوأ النتائج الممكنة، مثل القلق غير المبرر على فقدان الوظيفة أو انتهاء العلاقة، أو ربط غياب الرد على رسالة بوقوع حادث.
اقرأ أيضًا:دراسة علمية تربط بين البيئة والوراثة في أعراض القلق
عواقب التفكير الكارثي
أوضح باترسون أن التفكير الكارثي يقود صاحبه إلى الشعور الدائم بالإرهاق والانسحاب من الروتين والأنشطة الاجتماعية، ما يفاقم عزلة المريض.
كما أشار إلى أن القلق قد يظهر في صورة أعراض جسدية مثل شدّ العضلات، الصداع المستمر، الأرق، وحتى الدوخة.
وأشار إلى أن بعض الأشخاص يستيقظون مع شعور غامض بالخوف دون سبب محدد، أو يميلون لجلد الذات بعد إلغاء خطط أو انسحابهم من مواقف اجتماعية.
كما يقود القلق إلى التردد المزمن والسعي للكمال، حيث يعجز المريض عن اتخاذ قرارات بسيطة، أو يؤجل المهام باستمرار بدعوى أنها لم تُنجز بشكل مثالي.
اقرأ أيضًا: كيف يؤثر القلق على قرارات المستقبل؟ دراسة تكشف
المعالج شدد على أن غياب آليات التكيف الإيجابية يزيد من حدة القلق، وتتمثل هذه الآليات في خطوات بسيطة تمنح الفرد شعورًا بالأمان، مثل التحدث مع الذات بإيجابية، أو الاستعانة بالأصدقاء في المواقف الصعبة، أو ممارسة تمارين التنفس.
وفي غياب هذه الوسائل، قد يتطور القلق إلى نوبات هلع، حيث يسيطر شعور الهروب أو التجمد، ويعجز الدماغ عن التعامل العقلاني مع الموقف.
باترسون شدد على أن القلق ليس مجرد "أمر في الرأس"، بل استجابة فسيولوجية حقيقية، قد تتحول إلى انهيار عصبي إذا لم تتم معالجتها، ودعا إلى ضرورة الانتباه لهذه العلامات المبكرة، وطلب المساعدة النفسية قبل تفاقم الأعراض.
