هل استخدام الهاتف الذكي لمدة ساعة يوميًا يضر بصرك؟ دراسة جديدة تكشف الحقيقة
أظهرت دراسة حديثة نشرت في Journal of Eye Movement Research، أن النظر إلى شاشة الهاتف الذكي لمدة ساعة واحدة فقط يوميًا، قد يكون كافيًا لإحداث إجهاد العين الرقمي، خاصة عند تصفح شبكات التواصل الاجتماعي.
وأوضحت النتائج أن نوعية المحتوى لا تقل أهمية عن مدة الاستخدام، إذ تبين أن التغيرات المستمرة في الصور والإضاءة خلال التصفح تؤدي إلى إجهاد بصري أكبر، مقارنة بقراءة الكتب الإلكترونية أو مشاهدة مقاطع الفيديو.
تأثير تصفح وسائل التواصل الاجتماعي على إجهاد العين
للتعمق في فهم المخاطر، أجرى الباحثون تجربة على مجموعة من الشباب الذين يستخدمون الهواتف الذكية بكثافة، بينما طوّر الفريق البحثي نظامًا محمولًا لمراقبة العين، يعتمد على جهاز Raspberry Pi وكاميرا بالأشعة تحت الحمراء، لرصد مؤشرات مباشرة تشمل معدل الرمش، وحجم البؤبؤ، والفواصل الزمنية بين كل رمشة وأخرى.
وخلال التجربة، استخدم المشاركون هاتفًا ذكيًا من طراز Realme 6 Pro، في جلسات متساوية مدتها ساعة، شملت قراءة كتب إلكترونية، مشاهدة مقاطع فيديو، وتصفح مقاطع "ريلز" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيما جلس المشاركون في وضع ثابت وبمسافة محددة من الشاشة لضمان دقة النتائج.
وأظهرت البيانات أن تصفح وسائل التواصل الاجتماعي تسبب في أعلى مستويات الإجهاد البصري مقارنة بالأنشطة الأخرى، فقد انخفض معدل الرمش بنسبة تتراوح بين 54% و61%، فيما ارتفع متوسط الفاصل الزمني بين الرمشات بنسبة 39% إلى 42%.
هذه التغيرات تعني أن العينين تبقيان مفتوحتين لفترات أطول، ما يزيد من خطر جفاف العين والإجهاد البصري.
دراسة تكشف مخاطر الاستخدام الطويل للهواتف الذكية
وبينما ركزت معظم الدراسات السابقة على فترات قصيرة تراوحت بين 3 و15 دقيقة، جاءت هذه الدراسة لتقدم صورة أوضح عن الاستخدام اليومي الطويل نسبيًا.
اقرأ أيضاً علامة في العين قد تشير إلى ارتفاع الكوليسترول دون أعراض
ورغم أن ساعة واحدة تظل أقل بكثير من متوسط الاستخدام العالمي للهواتف الذكية، فإن النتائج تؤكد الحاجة إلى حملات توعية صحية تشجع على تقليل وقت التصفح، خصوصًا عبر وسائل التواصل.
ويعتقد الباحثون أن النظام الذي طوروه يمكن أن يقدم وسيلة فعالة ومنخفضة التكلفة لمراقبة إجهاد العين، والمساعدة في تطوير حلول وقائية. وقد خلصت الدراسة إلى أن الاهتمام بصحة العين يجب أن يصبح أولوية في زمن تتزايد فيه ساعات استخدام الشاشات بشكل غير مسبوق.
