العلاقة الحميمة: كيف تعزز صحتك الجسدية والنفسية وتطيل عمرك؟
لا تعزّز العلاقة الحميمة المزاج والصحة النفسية فحسب، بل إن لها دور أيضًا في تعزيز المناعة، وحتى تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة قد تصل إلى 20%.
وقد أيّدت كثير من الدراسات الارتباط المباشر بين العلاقة الحميمة وطُول العُمر، فقد تساعد على تقليل خطر الوفاة المبكرة بنسبة 50%، فكيف تساعد العلاقة الحميمة على تحقيق ذلك، وكيف تعزّز صحتك الجسدية والنفسية؟
الفوائد الصحية لممارسة العلاقة الحميمة بانتظام
تساعد ممارسة العلاقة الزوجية بانتظام على تعزيز الصحة من نواحٍ مُتعدِّدة؛ أهمها:
1. تعزيز المناعة:
نعم، تساعد ممارسة العلاقة الحميمة على دعم المناعة، التي تحميك من الأمراض؛ إذ أظهرت دراسة نُشِرت عام 2021 في دورية "Fertility and Sterility"، أنّ 76.6% من الذين مارسوا العلاقة الحميمة أكثر من 3 مرات في الشهر، لم يُصابوا بفيروس كوفيد-19 على مدار 4 أشهر، وحتى أولئك الذين أُصِيبوا بالعدوى كانت إصابتهم أخف، مقارنةً بغيرهم ممن مارسوا العلاقة الحميمة أقل من 3 مرات في الشهر.
وتُرجِّح هذه الدراسة تأثير العلاقة الحميمة، في تعزيز قدرة الجهاز المناعي على مكافحة مُسبِّبات الأمراض.
وفي دراسةٍ أقدم نشرت عام 2004 في دورية "Psychological Reports"، فإنّ الأشخاص الذين يمارسون العلاقة الحميمة عدة مرات في الأسبوع، تكون مستويات بعض الأجسام المضادة لديهم أعلى، مقارنةً بمن يمارسون العلاقة الحميمة أقل من مرة واحدة في الأسبوع.
2. تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا:
لا تعزّز العلاقة الحميمة المناعة فحسب، بل قد تُسهِم أيضًا بذاتها في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان البروستاتا.
فقد راقب العلماء وتيرة النشوة الجنسية لدى ما يقرب من 32 ألف رجل، على مدار 18 عامًا، في دراسة أُجريت عام 2016 ونُشِرت في مجلة "European Urology"، ودلّت النتائج التي توصّلوا إليها على أنّ ارتفاع معدل الوصول إلى النشوة الجنسية، كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا لاحقًا.
بل كان الرجال (سواء في العشرينيات أو الأربعينيات من العمر)، الذين أبلغوا عن 21 هزة جماع أو أكثر شهريًا، أقل عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 20% تقريبًا، مقارنةً بمن بهؤلاء الذين أبلغوا عن 4 - 7 مرات شهريًا فقط.
3. تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب:
كذلك تساعد ممارسة العلاقة الحميمة على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، وتعزيز صحته، حتى لدى مرضى القلب، حسب دراسة نُشِرت عام 2022 في "European Journal of Preventive Cardiology"، (طالما لم يمنع الطبيب مريض القلب من ممارسة العلاقة الحميمة).
بل كان خطر الوفاة بسبب أمراض القلب أقل، لدى مرضى النوبات القلبية، الذين أفادوا بممارسة العلاقة الحميمة مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، بالإضافة إلى خطر أقل للوفاة لأسباب أخرى غير أمراض القلب بنسبة 44%، وذلك مقارنةً بمن مارسوا العلاقة الحميمة بوتيرةٍ أقل.
اقرأ أيضًا:دراسة: توازن العلاقة الحميمة أسبوعيًا يرفع رضا الأزواج
كيف تعزّز العلاقة الحميمة الصحة النفسية والعلاقة العاطفية؟
تحافظ العلاقة الحميمة على الصحة النفسية، وتعزّز الشعور بالرضا عن العلاقة لدى كل من الرجال والنساء، حسب دراسة صغيرة الحجم نشرت عام 2023 في دورية "International Journal of Environmental Research and Public Health".
كما كشفت دراسة أخرى نشرت عام 2019 في دورية "Archives of Sexual Behavior"، أنّ زيادة عدد مرات ممارسة العلاقة الحميمة، كان مرتبطًا بزيادة مستوى الرضا الجنسي، بما يعزّز العلاقة بين الزوجين.
أمّا على صعيد الصحة النفسية، فقد فحص الباحثون تأثير النشاط الجنسي أو عدمه في دراسة نشرت عام 2021 في "مجلة الطب الجنسي"؛ إذ تبيّن أنّ الأشخاص الذين لم يمارِسوا العلاقة الحميمة في أثناء الإغلاق المرتبط بكوفيد-19، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالقلق بنسبة 27%، وأكثر عرضة للاكتئاب بنسبة 34%، مقارنةً بمن مارسوا العلاقة الحميمة.
كيف تساعد العلاقة الحميمة على طول العمر؟
ارتبطت العلاقة الحميمة بعيش عُمرٍ أطول، وليس الأمر متقصرًا فقط على تقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض أو تعزيز المناعة أو حتى تعزيز الصحة النفسية، بل أظهرت نتائج دراسة نشرت عام 2022 في دورية "Journal of Applied Gerontology"، أنّ الرفاهية الجنسية، كانت مرتبطة بشكل إيجابي بطول العُمر، لدى من رأوا أنّ الحياة الجنسية مهمة بالنسبة لهم.
وفي دراسةٍ نشرت عام 1997 في دورية "BMJ"، فحصت العلاقة بين تكرار العلاقة الحميمة وطول العمر، لدى 900 رجل تتراوح أعمارهم بين 45 - 59 عامًا، وأظهرت النتائج أن الذين لديهم معدلات أعلى من الوصول إلى النشوة الجنسية، لديهم معدل أقل للوفاة المبكرة بنسبة 50%.
العلاقة الحميمة وجودة الحياة
كذلك فإنّ العلاقة الحميمة -حتى في سنٍ كبير- يمكن أن تحسّن جودة حياتك، وهذا يمكن أن يُسهِم في إطالة العُمر أيضًا. ففي دراسة نشرت عام 2016 في "مجلة الطب الجنسي"، أُجريت على 3,515 بالغًا، أفاد 62.2% من الرجال و42.8% من النساء أنّ الصحة الجنسية مهمة للغاية لجودة الحياة.
وكان الأشخاص الذين يتمتعون بصحة ممتازة، يشعرون برضا أكبر عن حياتهم الجنسية، مقارنةً بمن يتمتعون بصحة متوسطة أو سيئة.
كذلك في دراسة أخرى نشرت عام 2023 في دورية "European Journal of Obstetrics & Gynecology and Reproductive Biology"، فإنّ الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر، والذين قالوا إنّ علاقتهم الحميمة كانت مُرضية، تمتّعوا بنوعية حياة أفضل، وانخفاض معدل الإصابة بالضعف الجنسي، مقارنةً بمن وصفوا علاقتهم الحميمة بأنّها متوسطة أو سيئة.
لذا فإنّ العلاقة الحميمة قد تساعد على عيش حياة أطول بصحةٍ أفضل، مع تقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض، وتعزيز المناعة، وأيضًا تحسين جودة الحياة عمومًا.
