كيف يساهم النشاط البدني في تحسين وظائف الدماغ وتقليل التدهور الإدراكي؟ دراسة
أظهرت دراسة شاملة علاقة إيجابية بين النشاط البدني والأداء العقلي، البحث أظهر أن النشاط البدني المنتظم يعزز الأداء الإدراكي بشكل عام، حيث يحسن الذاكرة والتركيز، ويزيد من وظائف الدماغ التنفيذية مثل اتخاذ القرارات وحل المشكلات.
الدراسة المنشورة في Psychological Bulletin، والتي قادتها الباحثة ميرتو مافيليدي، والتي تعمل في جامعة نيوكاسل، جمعت نتائج 239 دراسة، تضمنت 48,625 مشاركًا من مختلف الأعمار، من 4 إلى 85 عامًا، وأظهرت أن النشاط البدني يساهم في تحسين الذاكرة، الانتباه، ووظائف الدماغ التنفيذية.
أقرأ أيضًا: دراسة تبرز فوائد تمارين الوجبات الخفيفة لتحسين اللياقة البدن
النشاط البدني يعزز الذاكرة والتركيز
الأنشطة البدنية المعتدلة إلى المكثفة، مثل التمارين في الهواء الطلق، كانت الأكثر فاعلية في تحسين الوظائف المعرفية، وقد أظهرت النتائج أن النشاط البدني المنتظم يساهم في زيادة تدفق الدم إلى الدماغ، مما يعزز من وصول الأوكسجين والمواد المغذية التي يحتاجها الدماغ للعمل بشكل صحيح.
كما يعزز النشاط البدني من إفراز مواد تساهم في تعزيز نمو الخلايا العصبية، مثل عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF)، الذي يعزز من نمو الخلايا العصبية وزيادة الاتصال بين خلايا الدماغ.
وفي الأطفال، يُلاحظ أن النشاط البدني يرتبط بتحسن الأداء الأكاديمي والتركيز، أما في البالغين، فإن النشاط البدني يساعد في تقليل التدهور المعرفي المرتبط بالعمر، كما يُساهم في تقليل مخاطر الأمراض العصبية مثل مرض الزهايمر.
إلى جانب ذلك، تُظهر الأبحاث أن النشاط البدني يمكن أن يُحسن الحالة المزاجية والوضوح العقلي بشكل مؤقت، وهو ما يساهم في تعزيز القدرة على التركيز والذاكرة.
أقرأ أيضًا: مدرب لياقة بدنية يحذر من تمرين "الجلوس": لماذا هو غير فعال لعضلات البطن
وقد أظهرت الدراسة أن البيئة المادية والاجتماعية لا تؤثر بشكل كبير على العلاقة بين النشاط البدني والأداء العقلي، ومع ذلك، فإن الأنشطة التي تُمارس في الهواء الطلق، مثل التمارين الرياضية في الطبيعة، تُظهر تأثيرًا إيجابيًا أكبر، ويبدو أن ممارسة النشاط البدني في بيئة طبيعية تساهم في تحسين الأداء العقلي بشكل أكبر من الأنشطة التي تُمارس في بيئات مغلقة.
النشاط البدني لا يُحسن فقط من الوظائف المعرفية، بل يساعد أيضًا في تقليل التوتر وتحسين نوعية النوم، وهما عاملان يدعمان الأداء العقلي بشكل عام، وهذه الفوائد النفسية تساهم في تحسين المزاج والتركيز، مما يؤدي إلى تحسين الأداء في المهام المعرفية اليومية.
