ليس كما تعتقد.. العلم يحدد عدد الأصدقاء الحقيقيين الذين نحتاجهم
كشفت دراسة حديثة أجرتها مؤسستا Growth Distillery وMedibank في أستراليا أن عدد الأصدقاء المقربين الذين يمكنك الاعتماد عليهم قد يكون العامل الفارق بين التوازن النفسي والمعاناة الصامتة.
ووفقًا لما توصل إليه الباحثون، فإن الأشخاص الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة لديهم في المتوسط خمسة أصدقاء حقيقيين، مقابل ثلاثة فقط لدى أولئك الذين يواجهون تحديات نفسية.
اقرأ أيضَا: دراسة أمريكية: البيئة الساحلية قد تساهم في إطالة العمر مقارنة بالمناطق الداخلية
ورغم أن الفارق يبدو بسيطًا – صديقين فقط – إلا أن الدراسة تشير إلى أن هذا الفرق الصغير يمثّل الشرخ الأول الذي تتسلل منه الوحدة والانهيار النفسي. الفارق بين شخص يشعر بأنه مثقل لكنه مدعوم، وآخر يشعر بالثقل ذاته لكنه لا يعرف إلى من يلجأ دون أن يشعر بأنه عبء.
وتسلّط الدراسة الضوء على حالة أصبحت شائعة بين كثيرين: الوحدة في ظل التواصل الزائف. فحتى مع امتلاء هواتفنا بالرسائل والإشعارات، ومشاركتنا في مجموعات العمل والأنشطة الاجتماعية، تظل هناك لحظات حقيقية لا نجد فيها شخصًا نثق به بما يكفي لنقول له ما نشعر به دون تردد أو تصنع.
هذا التناقض يخلق جيلًا يبدو متماسكًا اجتماعيًا، لكنه يشعر بالوحدة في أعماقه. وغالبًا ما نُخفي مشاعرنا الحقيقية، إما بدافع الخوف من الظهور بمظهر الضعف، أو لأننا ببساطة نسينا كيف نُجري محادثات حقيقية.
ومن اللافت أن الدراسة وجدت أن قرابة نصف الأستراليين لا يشعرون بالثقة عند الحديث عن الصحة النفسية، حتى لو بدأ الطرف الآخر في فتح الموضوع.
ليس لأنهم لا يهتمون، بل لأنهم لا يعرفون ما يقولونه. وهكذا تبقى الأمور سطحية، ونصفها مزاح حول الإرهاق وضغوط العمل، بينما تزداد المسافات النفسية.
هل وجود الأصدقاء كماليات اجتماعية؟
تشدد الدراسة على أن الاتصال الحقيقي ليس كماليات اجتماعية بل حاجة نفسية أساسية. لا تحتاج إلى معالج نفسي في محيطك، ولا إلى تطبيق جديد، بل تحتاج فقط إلى شخص يمكنه التقاط الهاتف عندما تتصل، ويعرف أنك ستفعل الشيء ذاته لأجله.
العدد السحري هو خمسة. وإن لم تكن لديك هذه الدائرة بعد، فبإمكانك البدء من الآن، بمحادثة صادقة واحدة، بعبارة بسيطة تقول فيها: "أنا لست بخير اليوم".
فالعلاقات القوية تُبنى من لحظات صدق، لا من مشاركات سطحية أو ضحك عابر.
