هل يمكن ولادة طفل في الفضاء؟ دراسة علمية تكشف مفاجآت غير متوقعة
مع تسارع خطط البعثات إلى المريخ والكواكب الأخرى، برزت أسئلة حول قدرة الجسم البشري على التكيف مع بيئة الفضاء، خاصة فيما يتعلق بالحمل والولادة.
ووفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة بيولوجيا الفضاء، أكدت الباحثة الرئيسية، دكتورة كارين فليمنغ من جامعة كاليفورنيا، أن الحمل في الفضاء يواجه تحديات صحية جسيمة قد تؤثر على الأجنة والمواليد، خاصة في ظل الظروف القاسية التي تميز بيئة الفضاء.
هل يوجد حياة في الفضاء؟
الدراسة توضح أن الجنين في رحم الأم في الفضاء سيواجه تحديين رئيسيين هما: انعدام الجاذبية والإشعاع الكوني.
اقرأ أيضًا: زيجة على المحك.. رحلة الفضاء تُشعل الخلافات بين أورلاندو بلوم وكاتي بيري
1. انعدام الجاذبية:
رغم أن انعدام الجاذبية قد يشكل تحديًا أمام عملية الإخصاب الميكانيكية، فإن التأثير الأكبر يظهر أثناء الولادة.
وعلى الرغم من أن الجنين ينمو في بيئة مشابهة لانعدام الوزن داخل السائل الأمنيوسي، فإن الولادة في الفضاء ستكون تجربة معقدة للغاية.
ففي بيئة خالية من الجاذبية، تتطاير السوائل والأجسام بحرية، مما يجعل عملية التوليد والعناية بالمولود أكثر تعقيدًا بمئات المرات مقارنةً بالأرض.
2. الإشعاع الكوني:
أحد أكبر التهديدات الصحية التي كشفت عنها دراسة "بيولوجيا الفضاء" هو الإشعاع الكوني، وهذه الجسيمات الذرية عالية الطاقة التي تتحرك بسرعة الضوء تمثل خطرًا كبيرًا للأجنة في الفضاء، خاصة في الأسابيع الأولى من الحمل.
وعلى الأرض، يحمي الغلاف الجوي والمجال المغناطيسي البشر من هذه الجسيمات، لكن في الفضاء يصبح هذا الإشعاع تهديدًا يوميًا.
اقرأ أيضًا: العلماء يعيدون تصنيع روائح الفضاء الغريبة في شكل عطور تقنية
ومع تقدم الحمل، يزيد خطر الإشعاع حيث يصبح الرحم والجنين هدفًا أكبر لهذه الجسيمات، ما يؤدي إلى زيادة احتمالية الولادة المبكرة وحدوث مضاعفات خطيرة.
تحديات ما بعد الولادة في الفضاء
وحسب الدراسة، سيواجه الأطفال المولودون في الفضاء تحديات كبيرة في النمو، ومن دون الجاذبية الأرضية، قد يواجه الرضيع صعوبة في تعلم المهارات الأساسية مثل رفع الرأس أو الزحف أو المشي، وهي المهارات التي تعتمد تمامًا على وجود الجاذبية.
كما أن التعرض المستمر للإشعاع قد يؤثر بشكل سلبي على النمو العقلي والإدراكي للأطفال في المستقبل.
اقرأ أيضًا: عالم الفضاء يشهد ظاهرة فلكية نادرة في 2025
ورغم هذه التحديات الصحية الكبيرة، لا يستبعد العلماء إمكانية نجاح الحمل في الفضاء في المستقبل، وقد يتطلب ذلك تطوير حلول مبتكرة لحماية الأجنة من الإشعاع، ومنع الولادة المبكرة، وضمان نمو صحي في بيئة منعدمة الجاذبية.
ومع ذلك، يبقى حلم أول طفل يولد في الفضاء فكرة علمية تحتاج إلى المزيد من البحث والتجريب قبل أن تتحقق.
