العلماء يعيدون تصنيع روائح الفضاء الغريبة في شكل عطور تقنية
نشر تقرير حديث على موقع SciTech Daily يكشف عن الروائح الغريبة للفضاء، والتي دفعت العلماء إلى تطوير عطور تقنية مبتكرة. تهدف هذه المبادرة إلى توفير تجربة حسية شاملة تساعد البشر على تصور كيف سيكون شعورهم تجاه الفضاء من خلال حاسة الشم.
روائح الفضاء.. أكثر غرابة مما تتخيل
تبين أن الفضاء له روائح غريبة ومميزة، مثل رائحة بول القطط، ورائحة البيض المتعفن، وأحيانًا رائحة التوت. وعلى الرغم من هذه الروائح، فإن حاسة الشم لا تعمل بنفس الطريقة في الفضاء، لذلك يسعى العلماء على الأرض إلى تقديم تمثيل حقيقي للروائح التي قد يختبرها الإنسان إذا أمكنه الشم هناك.
اقرأ أيضاً اكتمال الاستعدادات قبل انطلاق رائدي الفضاء السعوديين إلى الفضاء
كيف يجمع رواد الفضاء الروائح من الفضاء الخارجي؟
في المحطات الفضائية، لا يمكن ببساطة فتح نافذة لاستنشاق الهواء، لذا يقوم رواد الفضاء بوضع أدوات في إطار جوي خارج المحطة الفضائية، ثم يعيدونها بعد تعرضها للبيئة الخارجية، حيث تحمل هذه الأدوات رائحة مميزة تشير إلى طبيعة الهواء المحيط.
عطور تقنية تكشف أسرار روائح الفضاء
قررت الباحثة مارينا باريسينيا، عالمة الفضاء ومصممة العطور ودارسة الدكتوراه في جامعة ويستمنستر بلندن، استكشاف كافة جوانب الفضاء من خلال الحواس كافة، خاصة حاسة الشم. وقامت مع فريقها العلمي بإعادة تصنيع روائح الفضاء في المختبر، لتحويلها إلى عطور تقنية، ليست للاستعمال الشخصي، بل لإظهار كيف يشم الفضاء فعليًا، خاصة وأن بعض الروائح تبدو كريهة.
روائح كوكب المشتري ومجرة درب التبانة
.jpg)
أظهرت الدراسات أن الطبقة العليا من سحب كوكب المشتري تتكون من جليد الأمونيا الذي يشبه رائحة بول القطط. أما الطبقات السفلى فتحتوي على الكبريت، ما يجعل الرائحة مزيجًا من بول القطط ورائحة البيض المتعفن. وفي مركز مجرة درب التبانة، تنبعث رائحة تشبه التوت بفضل وجود جزيء إيثيل فورمات، رغم أن هذا الجزيء وحده لا يصنع الرائحة تمامًا.
اقرأ أيضاً التفاصيل الجديدة عن مهمة الفلك السعودية: تحليل ميكروبيوم العين في الفضاء
تحديات شم الروائح في الفضاء
يعيش رواد الفضاء تجربة شديدة الغرابة بسبب غياب الجاذبية، حيث لا ترتفع روائح الطعام الساخن إلى أنوفهم، مما يجعل المحطة الفضائية تفتقر إلى أي روائح طبيعية تقريبًا. كما رصد العلماء أن بعض المعدات التي تُدخل من الغلاف الجوي الخارجي تحمل روائح تشبه اللحوم المحترقة أو مسحوق البارود.
أهمية حاسة الشم لاستكشاف الفضاء
يؤكد العلماء أن حاسة الشم، رغم كونها من الحواس المهمة، لا تحظى عادة بالتقدير الكافي، خاصة في مجال استكشاف الفضاء. تحويل روائح الفضاء إلى عطور تقنية يمنح الإنسان فرصة لاستكشاف الفضاء من منظور جديد، يثري تجربة الفهم الحسي للكوكب والكون.
